اعملوا.. اعملوا.. اعملوا..
ثلاث كلمات في كلمة واحدة، صرخة أطلقها المفكر المصري الراحل مصطفى محمود لمواجهة الوضع الراهن الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية مع هذا الطوفان الذي اجتاح الأراضي المحتلة وغزة ولبنان واليمن وإيران، وباتت الأمة العربية تموج لا تدري إلى أين سيأخذها طوفان الأقصى الذي اقلق العواصم وخاصة أصحاب المشروع الصهيوني في فلسطين..
بعد اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 توقع المفكر المصري مصطفى محمود رحمه الله أن يكون هناك طوفان، اذا استعدت له الأمة العربية سوف تنجو من ويلاته..
في مقالة له بعنوان «تحذير إلهي» تنبأ بالمزيد من الدموية الإسرائيلية قائلا «المسرح السياسي يُعد لمصادمات كبرى فأميركا في السماء وأبناء صهيون في حجرها والعرب في الحضيض وفلسطين في حضيض الحضيض.. ومسلمو العالم تحت القهر».
وعما يجب أن يفعله العرب، ارتأى المفكر المصري ضرورة «العمل» بما يتضمنه من معان عدة، شارحا «اعملوا.. اعملوا.. اعملوا.. كلمة وحيدة لكن فيها مفتاح كل الأبواب. والعمل هنا يعني معاني عديدة، فهو العمل السياسي بإقامة جبهة عربية واحدة يتوحد فيها الكيان العربي الممزق في وحدة عضوية تقتضيها المصلحة العاجلة والأخطار المحدقة بالكل».
كذلك يشمل العمل على المستوى الاقتصادي بالتنمية الشاملة والتصنيع المتطور، وعلى الصعيد العسكري بكسر احتكار السلاح وتنويع مصادره «وبالذات سلاح الصواريخ وكافة أنواع أسلحة الرمي عن بعد، باعتباره سلاح المستقبل رقم واحد» حسب توقعه وهو ما ثبت فعلا بالنظر للحال الراهن.
والعمل على مستوى السياسة والاقتصاد والتسليح، يجب أن يتم بالتوازي مع عودة الروح المتفائلة المتحمسة المتيقنة في النصر، وتلك الروح يمكن استعادتها عبر «إعلام مختلف وخطاب شبابي مختلف ودعوة دينية مختلفة تخلو من الاستسلام والتواكل وتبث الهمة» حسب قول المفكر المصري.
أملنا حقا بأمة عربية واحدة عاصمتها القدس وولادها في كل العواصم.. وأمتنا حينها تكون قادرة على قلب الموازين.
وسنواصل نحن البسطاء الحلم مع ابراهيم طوقان بوطن الجـلال والجـمال والسَّــناء والبَهَاء
فــي رُبَـــاه
والحياة والنجاة والهـناءُ والرجـاءُ
سـالِماً مُـنَـعَّـما وَ غانِـمَاً مُـكَرَّمَاً..