إذا أردت أن تعرف ما جرى في أمستردام، فعليك أن تعرف ما جرى ويجري في غزة ولبنان؛ فالموقعة ليست منقطعةً عما يُقارفه المجرمون القتلة من جرائم مروّعة في إبادةٍ تتوالى فصولها، بلا هوادة، منذ ثلاثة عشر شهراً، تحصد أرواح الأبرياء، أكثر من سبعين بالمائة منهم أطفالٌ ونساء، كما أفاد تقريرٌ للأمم المتحدة.
«ألتراس» القتلة لا يعترف بأحزان الشعوب وآلامهم وأوجاعهم، فخالفوا الحضور بعدم الوقوف دقيقة حدادٍ على ضحايا فيضانات إسبانيا، وهو سلوكٌ ليس مفاجئاً لمن يستمرئ ممارسة الإبادة في غزة ولبنان، بلا شفقة، ودون أن تذرف له دمعة.
ما واجهه «ألتراس» نتانياهو وسموتريتش وبن غفير في أمستردام، رداً على أفعالهم القبيحة في البلد المضيف؛ من تمزيقٍ للعلم الفلسطيني المرفوع على شرفات البيوت، وترديد هتافاتٍ عنصريةٍ ضد العرب، ما هو إلا حصاد ما زرعته أيديهم من جرائم تلقى الغضب والإدانة من كل الشعوب الحية في أربعة أرجاء الكرة الأرضية.
فما جرى في هولندا سيجري مثله في إيطاليا خلال المباراة المرتقبة، وهو الأمر الذي دفع الخارجية الإسرائيلية إلى تحذير «الألتراس» المرافق من التوجه إلى هناك، فلعنة الإبادة ستلاحقهم حيثما يَمّموا وجوههم، ولم تعد فزّاعة العداء للسامية تُخيف أحداً، بعد أن تكشّفت الحقائق عن سلوك القتلة الذين مارسوا التدليس والخداع والكذب بثوب الضحية، وتوجيه تهمة اللاسامية لكل من يتجرأ على انتقاد جرائمهم المُروّعة.
ولئن كانت دماء الضحايا في غزة عاملاً رئيساً في إسقاط هاريس، وتقويض حلم الديمقراطيين بولايةٍ ثانية، فإن تنامي مشاعر الغضب في العواصم العالمية ضد الصهيونية والعنصرية والإبادة الجماعية، هذا التنامي سيُبدع في تصفية الحساب مع القتلة، والتعامل معهم باعتبارهم منبوذين وخارجين عن القوانين الدولية والقيم الإنسانية.
تحية للأحرار في هولندا.
أوقِفوا حرب الإبادة الآن.. !القدس الفلسطينية