كان مُعاذ بن جبل يُصلي العِشاء مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ثم يرجعُ إلى قومه ويصلي بهم..
فرجعَ ذات يوم فصلَّى بهم، وصلَّى خلفه فتىً من قومه، فأطالَ مُعاذٌ الصلاة، فتركَ الفتى الصلاةَ، وصلَّى وحده!
فلمّا انقضت الصلاة أخبر الفتى مُعاذاً بإطالته، وأنه تركه وصلَّى وحده، فقال له معاذ: إنَّ هذا نفاق، لأُخبِرنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم!
فلَقِيَ مُعاذ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فأخبره، فأرسلَ إلى الفتى وسأله، فقال: يا رسول الله، يُطيلُ المكث عندكَ، ثم يرجع، فيُطوِّل علينا في الصلاة.
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أَفَتَّانٌ أنتَ يا مُعاذ؟!
ثم قال للفتى: كيف تصنعُ يا ابن أخي إذا صليت؟
قال: أقرأ بفاتحة الكتاب، وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار، وإني لا أدري ما دندنتك ودندنة مُعاذ! أي لا أنتبه كثيراً للقراءة.
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: إني ومُعاذ حول هاتين نُدندن! أي نقرأ حول الجنة والنار!
وكان قد أُشيع أن العدو قد اقتربَ، ولم يرُقْ للفتى أن نعته مُعاذ بالمُنافق، فقال: سيعلمُ مُعاذٌ إذا قَدِمَ القوم.
فخرجَ الفتى في جيش المسلمين، ورزقه الله الشهادة، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لمُعاذ: ما فعلَ خصمي وخصمك؟!
فقال: يا رسول الله، صدَقَ اللهَ وكذبتُ، لقد استشهد!
كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا صلَّى بالناس ينوي أن يُطيلَ القراءة بما يحتملُ المصلون خلفه، فيسمع بكاء صبيٍّ في الخلف كانتْ أمه قد أحضرته معها لتُصلِّي معه، فيُخفف الصلاة كي لا يشغل قلب الأم على ولدها!
وكان يأمر الأئمة أن لا يُطيلوا في الصلاة، فيقول: إذا صلَّى أحدكم بالناس فليُخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم وذا الحاجة، وإذا صلَّى أحدكم لنفسه فليُطوِّل ما شاء!
وجاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: إني أتأخرُ عن صلاة الصبح لأجل فُلانٍ مما يُطيلُ بنا، فغضِبَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقال: يا أيها الناس إنَّ منكم منفرين، فأيكم أمَّ الناس فليُوجزْ، فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة!
التطويلُ في الصلاةِ مجلبةٌ للمشقة على الناس، وهو خلاف السُّنَّة، فترفَّقوا بالناس ولا تصدُّوهم عن صلاةِ الجماعة!
درسٌ آخر، لا تدخلوا في نوايا الناس، ولا توزعوهم على الجنة والنار، لا أحد يعلمُ ما في القلوب إلا خالقها، ورُبَّ مُتذمِّرٍ من أمرٍ إنما يتذمّر على الشيخ أو العالِم ولا يتذمّر على الشرع والشريعة، فلا تجعلوا من أنفسكم بمقام النُبُوة، والفتى الذي نعتَهُ مُعاذ بالنفاق نالَ الشهادة تحت لواء النبيِّ صلَّى الله عليه وسلََم، فتأدَّبوا مع الله!بقلم: أدهم شرقاوي
فرجعَ ذات يوم فصلَّى بهم، وصلَّى خلفه فتىً من قومه، فأطالَ مُعاذٌ الصلاة، فتركَ الفتى الصلاةَ، وصلَّى وحده!
فلمّا انقضت الصلاة أخبر الفتى مُعاذاً بإطالته، وأنه تركه وصلَّى وحده، فقال له معاذ: إنَّ هذا نفاق، لأُخبِرنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم!
فلَقِيَ مُعاذ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فأخبره، فأرسلَ إلى الفتى وسأله، فقال: يا رسول الله، يُطيلُ المكث عندكَ، ثم يرجع، فيُطوِّل علينا في الصلاة.
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: أَفَتَّانٌ أنتَ يا مُعاذ؟!
ثم قال للفتى: كيف تصنعُ يا ابن أخي إذا صليت؟
قال: أقرأ بفاتحة الكتاب، وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار، وإني لا أدري ما دندنتك ودندنة مُعاذ! أي لا أنتبه كثيراً للقراءة.
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: إني ومُعاذ حول هاتين نُدندن! أي نقرأ حول الجنة والنار!
وكان قد أُشيع أن العدو قد اقتربَ، ولم يرُقْ للفتى أن نعته مُعاذ بالمُنافق، فقال: سيعلمُ مُعاذٌ إذا قَدِمَ القوم.
فخرجَ الفتى في جيش المسلمين، ورزقه الله الشهادة، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لمُعاذ: ما فعلَ خصمي وخصمك؟!
فقال: يا رسول الله، صدَقَ اللهَ وكذبتُ، لقد استشهد!
كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا صلَّى بالناس ينوي أن يُطيلَ القراءة بما يحتملُ المصلون خلفه، فيسمع بكاء صبيٍّ في الخلف كانتْ أمه قد أحضرته معها لتُصلِّي معه، فيُخفف الصلاة كي لا يشغل قلب الأم على ولدها!
وكان يأمر الأئمة أن لا يُطيلوا في الصلاة، فيقول: إذا صلَّى أحدكم بالناس فليُخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم وذا الحاجة، وإذا صلَّى أحدكم لنفسه فليُطوِّل ما شاء!
وجاءَ رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: إني أتأخرُ عن صلاة الصبح لأجل فُلانٍ مما يُطيلُ بنا، فغضِبَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقال: يا أيها الناس إنَّ منكم منفرين، فأيكم أمَّ الناس فليُوجزْ، فإن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة!
التطويلُ في الصلاةِ مجلبةٌ للمشقة على الناس، وهو خلاف السُّنَّة، فترفَّقوا بالناس ولا تصدُّوهم عن صلاةِ الجماعة!
درسٌ آخر، لا تدخلوا في نوايا الناس، ولا توزعوهم على الجنة والنار، لا أحد يعلمُ ما في القلوب إلا خالقها، ورُبَّ مُتذمِّرٍ من أمرٍ إنما يتذمّر على الشيخ أو العالِم ولا يتذمّر على الشرع والشريعة، فلا تجعلوا من أنفسكم بمقام النُبُوة، والفتى الذي نعتَهُ مُعاذ بالنفاق نالَ الشهادة تحت لواء النبيِّ صلَّى الله عليه وسلََم، فتأدَّبوا مع الله!بقلم: أدهم شرقاوي