يعقوب العبيدلي
للمعمول بأنواعه، حضوره الطاغي، الذي لا تضاهيه سويتات أخرى ؛ نظراً لتمتع المعمول بنقاط تفرّد وتمكّن عالية جداً، قلما ينافسه سويت آخر، أنا شخصياً أعشق المعمول بالمكسرات، باللوز، والجوز، والموز، والتمر، وكل نوع لا يشبه غيره، رغم تشابه الأشكال، وحديثاً تم ابتكار أنواع وأشكال غريبة، وطرق جديدة في صناعة المعمول، وتفنن البعض في إدخال عناصر ومذاقات أخرى لذيذة، تميز بها المعمول عن غيره، بسبب تمازج الحضارات، وتلاقح الثقافات بشكل دائم ؛ تطورت صناعة عمل المعمول، فهناك المعمول القطري، والخليجي، والسوري، واللبناني، والفلسطيني، والمغربي، والليبي، وهناك بالتمر الفاخر، والتمر القديم، والتمر الحلزوني، وباللوز وبالجوز وبالموز، وبالتوت وأنواع الفاكهة الأخرى، والتي تحظى بالقبول والاستحسان من عملاء وذويقة المعمول. من الذكاء ابتكار أشكال ومذاقات جديدة في صناعة وإعداد المعمول ما نتج عنه رضا المستهلك، إلا أنه يبقى لكل شعب ولكل شيخ ولكل شخص خصوصيته وطريقته في إعداده التي استمدها مما توفر لديه من إمكانيات ومعينات،
وما أحيط به من ظروف. إن المعمول من تراث الأمة الخالد، تتفنن بطرائق صنعه، حتى غدا من مميزاتها التي تميزها عن باقي بقاع ومدن العالم، يقترن في أحايين كثيرة باسم دوله ومناطقه ؛ فهناك المعمول كذا والمعمول كذا وهكذا، ومع الحر يحلو معمول التمر، ومع المعمول تكون أجمل ما في الصباح والمساء، تشبه الشمس والقمر، ويكون كل شيء جميلا، ومن تناول من المعمول حبة، الله يعينه على تركه، ومن داوم على معمول الموز فقد تحقق له الفلاح والفوز، ومحبة المعمول بأنواعه غالبة غالبة «والله يعلم ما في القلوب» أو «الكلوب» كما ينطقها أخونا ومولانا (بوعبدالله) مازحاً، وبألف عافية، وعلى الخير والمحبة نلتقي.