+ A
A -
في سنوات خلت عملت في عدد من المدارس الإعدادية والثانوية كإداري – وكيلاً ثم مديراً – قبل أن أكون موجهاً في ما كان يسمى - بالتعليم الأهلي - في ذلك الوقت، وتلك المرحلة، ووقفت على حال طلاب «المنازل وكبار السن» عن قرب وكثب، من تلك السنوات وإلى الآن، الشكوى نفس الشكوى، والإشكال نفس الاشكال، «طلاب المنازل» يخلقون الأزمات مع وزارة التعليم، ويرمون بتقصيرهم على الوزارة، بأن أحلامهم عادة ما تتحطم على صخرة الاختبارات ! ولديهم أطنان من الشك والخوف والتساؤلات والمبررات التي تجثم على صدورهم مع ظهور النتائج المخيبة لآمالهم، التي تدفعهم باتهام وزارة التعليم والمدارس والملاحظين، وكل من له علاقة بالتعليم، يريدون النجاح بلا جهد ! يريدون النجاح دون اجتهاد ! هل هذا يعقل ؟ والنتيجة هذه النتيجة التراجيدية المفزعة (راسب) بأربع مواد فأكثر وتضيع عليه السنة، أو قصور في مادة أو مادتين أو ثلاث وله فرصة في الدور الثاني، للتعويض والنجاح، أعلم من خلال متابعتي للشأن التعليمي، إن وزارة التعليم والتعليم العالي وضعت من التيسيرات والتسهيلات الكثير لاختبارات طلاب المنازل وتعليم الكبار سواء - مرحلة النقل أو الشهادة الثانوية العامة لهذا العام -، وذلك ضمن التعديلات التي أجرتها وزارة التعليم
على لائحة تعليم الكبار، وقد تمت دراسة العديد من التعديلات على لائحة تعليم الكبار، وذلك استجابة لمطالب طلاب تعليم الكبار الذين يتعثرون في اختبارات النقل والحلقات والشهادة الثانوية عادة لأسباب لا أحد يجهلها، حيث يأتي على رأس تلك التعديلات تقليل معايير وعدد الأسئلة لاختبارات طلاب تعليم الكبار في اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول والثاني «نهاية العام»، كذلك العمل على أن تكون بسيطة وسهلة وفي متناول مستوى جميع طلاب المنازل، وتكون متناسبة مع مستوى هؤلاء الطلاب الذين تركوا دراستهم قبل أعوام ثم عادوا إلى مقاعد الدراسة بقصد تحسين مستواهم التعليمي والوظيفي، وحرصاً على استمرارهم في دراستهم طوال جميع المراحل التعليمية بسهولة ويسر، حتى لا يتعثروا في اختبارات شهادة الثانوية العامة، مما يتسبب في تركهم للتعليم مرة أخرى، الإشكالية عند طلاب المنازل نجملها في الآتي: 1 - عدم تفرغهم للدراسة طوال العام أسوة بزملائهم من طلاب النهاري، وذلك بسبب انشغالهم في وظائفهم ومتطلبات أسرهم، حيث إن غالبية هؤلاء الطلاب من كبار السن والمتزوجين والموظفين.
2 - كثرة الغياب وعدم الاهتمام بالمناهج المقررة.
3 - عدم التزامهم بمراجعة إدارات المدارس للسؤال عن كل جديد والتواصل معها.
4 - عدم الجدية في الدراسة.
5 – وأغلبهم يستغلون فترة الاختبارات للحصول على إجازة من العمل، وليس للدراسة ومراجعة المناهج استعداداً لتقديم الامتحانات، وعدد كبير منهم لا يعير الكتب الدراسية أي اهتمام، وتركيزه منصب في الدرجة الأولى على (الغش ) في الاختبار.
طلاب المنازل يبادرون ويأملون ويسعون نحو تحسين أحوالهم وتحقيق طموحهم الأكاديمي وهذا يحسب لهم، ولكن أيضاً مطالبون بالدراسة الجادة لتحقيق المنشود، آملين لطلاب المنازل الذين لم يحالفهم النجاح في الدور الأول الاجتهاد والنجاح في الدور الثاني والاجتهاد لتجنب الرسوب، والفرصة أمامهم حتى الآن، وعليهم بإعادة ترتيب أولوياتهم وأوراقهم من الآن، النجاح لا يأتي بسهولة، لا تطلب شيئاً مقابل لا شيء تبذله وتقدمه، ثم تشتكي من صعوبة الاختبارات ! وتجأر بالشكوى من وزارة التعليم !
نسأل الله التوفيق والنجاح لطلبتنا جميعاً في الاختبارات القادمة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
24/06/2020
2001