وأخيراً أَذِنَ الله تعالى للمُسلمين الذين أُوذوا في دينهم، وأُخْرِجوا من ديارهم بغيرِ حقٍّ بالقتال! ومن حكمة الله تعالى في تأخيرِ القتال هو تربيةُ الأُمَّة على العقيدة أولاً، لأن الله سبحانه أرادَ أن يكون الجهاد وسيلةً لغايةٍ نبيلةٍ هي إعلاء كلمته في الأرض، لا غاية بحد ذاتها، ولو أُذِنَ بالقتال قبل أن تتربَّى الأُمَّة حقَّ التربية لربما فهمتْ أن القتال مطلوب لذاته، أو هو وسيلة للثأر، وقد أراد سُبحانه أن يجعلَ الجهاد عبادة، ويُؤدِّبَ السَّيف بالقرآن، وإذا أراد الله سبحانه شيئاً كان، وأجملُ الشهادة ما شهد بها الأعداء، وقد قال بعض المُستشرقين: ما عرفَ التاريخ فاتحاً أرحم من المُسلمين!
وخرجَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأصحابه يُريدُ قافلة قُريش، فغيَّرَ أبو سُفيان خطَّ مسيرها وأرسلَ إلى قُريش لتُنجده، أرادَ المُسلمون شيئاً، وأرادَ المُشركون شيئاً آخر، ولكن الله أرادَ الحرب، فكانتْ غزوة بدر حيث سلَّ الإسلام سيفه للمرة الأولى دفاعاً عن عقيدته، وسيبقى هذا السَّيفُ مسلولاً، والجهادُ قائماً، لا يُبطله عدل عادل، ولا جور جائر، حتى يُقاتلُ آخر هذه الأُمة الدجَّال كما قال سيدنا، وإنه إذا قال صدق!
ووقفَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بين الصَّفين يُحرِّضُ أصحابه على القتال، فقال لهم: قوموا إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض!
وكان عُمير بن الحمام الذي أخرجَ تمراتٍ من جُعبته ليأكلها على مقرُبةٍ منه، فقال له: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: نعم!
فقال: بَخٍ بَخٍ!
فقال له: ما حملكَ على قول بخٍ بخٍ؟
فقال: لا واللهِ يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها!
فقال له: فإنك من أهلها!
فألقى التمرات التي في يده، وقال: لئن أنا حييتُ حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة!
ثم اقتحمَ جيشَ المُشركين، فقاتلَ حتى استشهد، وهنيئاً له شهادة تحت لواء النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم!
وهنيئاً لكلِّ من فتحَ اللهُ له باباً للجهاد، فأحسنَ دخوله، فقاتلَ عدواً واضحاً، إعلاءً لكلمةِ اللهِ في الأرض، ودفاعاً عن شرعه، ولم يُصِبْ دماً حراماً، ولم يُؤذِ مُسلماً في دمه وماله وعرضه، هنيئاً لهؤلاء الذين تُغفرُ لهم ذنوبهم عند أول قطرةٍ تنزلُ من دمائهم، ويأمنون فتنة القبر، لأن الجزاء من جنس العمل وكفى ببارقةِ السيوف فوق رؤوسهم فتنة..
فاللهم شهادةً!بقلم: أدهم شرقاوي
وخرجَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأصحابه يُريدُ قافلة قُريش، فغيَّرَ أبو سُفيان خطَّ مسيرها وأرسلَ إلى قُريش لتُنجده، أرادَ المُسلمون شيئاً، وأرادَ المُشركون شيئاً آخر، ولكن الله أرادَ الحرب، فكانتْ غزوة بدر حيث سلَّ الإسلام سيفه للمرة الأولى دفاعاً عن عقيدته، وسيبقى هذا السَّيفُ مسلولاً، والجهادُ قائماً، لا يُبطله عدل عادل، ولا جور جائر، حتى يُقاتلُ آخر هذه الأُمة الدجَّال كما قال سيدنا، وإنه إذا قال صدق!
ووقفَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بين الصَّفين يُحرِّضُ أصحابه على القتال، فقال لهم: قوموا إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض!
وكان عُمير بن الحمام الذي أخرجَ تمراتٍ من جُعبته ليأكلها على مقرُبةٍ منه، فقال له: يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض؟
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: نعم!
فقال: بَخٍ بَخٍ!
فقال له: ما حملكَ على قول بخٍ بخٍ؟
فقال: لا واللهِ يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها!
فقال له: فإنك من أهلها!
فألقى التمرات التي في يده، وقال: لئن أنا حييتُ حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة!
ثم اقتحمَ جيشَ المُشركين، فقاتلَ حتى استشهد، وهنيئاً له شهادة تحت لواء النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم!
وهنيئاً لكلِّ من فتحَ اللهُ له باباً للجهاد، فأحسنَ دخوله، فقاتلَ عدواً واضحاً، إعلاءً لكلمةِ اللهِ في الأرض، ودفاعاً عن شرعه، ولم يُصِبْ دماً حراماً، ولم يُؤذِ مُسلماً في دمه وماله وعرضه، هنيئاً لهؤلاء الذين تُغفرُ لهم ذنوبهم عند أول قطرةٍ تنزلُ من دمائهم، ويأمنون فتنة القبر، لأن الجزاء من جنس العمل وكفى ببارقةِ السيوف فوق رؤوسهم فتنة..
فاللهم شهادةً!بقلم: أدهم شرقاوي