+ A
A -
المصابون بفيروس كورونا يعانون، وحتى بعد التعافي، رغم أن المتعافين بحسب ما نقرأ يومياً في تزايد مستمر، أعراض كورونا الصحية حادة، لأنه يهاجم العديد من أجزاء الجسم خارج الجهاز التنفسي، ويسبب أضرار صحية تبدأ من العيون، وتنتهي بالجهاز المناعي للمريض، الكل يعاني من كورونا، يعاني المريض من أعراض ضيق التنفس والشعور بالإجهاد والتعب، وأداء ضعيف في الرئتين والقلب والكبد، وربما تشوهات رئوية بين خفيفة وشديدة، ويمكن أن تنشأ مضاعفات قلبية لدى بعض المرضى حتى بعد الشفاء نتيجة الالتهاب المستمر، والمتعافي يعاني «الحبسة» وفقدان الدفء المجتمعي، كم آلمني فيديو دفن اللاعب العراقي الكبير الخلوق «أحمد راضي» بعد إصابته بالكورونا المستجد كوفيد19 الذي تسبب في وفاته، كان الفيديو مؤثرا جداً، إن الظرف الصحي الذي نعيشه ليس مزحة، والإجراءات الاحترازية المعمول بها ليست ترفاً، ولا يعرف المعاناة إلا من يكابدها، عزيزي القارئ أنت اليوم صحيح الجسم وبكامل العافية، تتمتع بموفور الصحة، قد تظن أن موضوع كورونا مبالغ فيه، لذا أجدك لا تلتزم بالاحترازات والإجراءات المتخذة !، أنا أقول لك افترض أن تكون مكان المصاب والمريض الحقيقي، افترض أن تكون أنت نزيل السرير الأبيض، أو العناية المركزة، أو الإقامة الجبرية للعلاج، وكل لحظة «ابر» وحقن وفحوصات وأدوية الخ، تحسس ما أنت فيه من نعمة وصحة وعافية وقدرة على الحركة في منزلك، وفي مكتبك، وما يفتقده أولئك المرضى المصابين، ومعاناتهم المستمرة، تخيل – ولو افتراضياً - أن مصيبة أولئك وقعت عليك وابتليت بها، فكيف سيكون حالك ! إنك أن تحسست ذلك بصدق – معاناة المرضى والمتوفين من كورونا وكأنها واقعة بك يوماً – لا سمح الله – ستعرف وقتها أن المسالة جادة، وستلتزم بالخطوط الحمراء التي وضعتها الحكومة من أجلك ومن أجل سلامتك، قيمة التقيد بالنظام والتعليمات لا تقدر بثمن، لا أدري لماذا لا يعرفها مدير إدارة، أو رئيس قسم، أو مسؤول اعتاد خرق القوانين، والقفز على التعليمات، وعدم الانضباط، واللعب بالبيضة والحجر، وكان الله بالسر عليماً، فيروس كورونا كوفيد 19 جرس انذار لنا جميعاً، علينا أن نهتم بصحتنا قبل مرضنا، وحياتنا قبل مماتنا، وموقعنا الوظيفي قبل تركه، ومناصبنا قبل أن نتجرد منها، اترك أثراً حسناً، يحفظ مكانتك قبل تركك منصبك، بتقاعد أو نحوه، واعلم عزيزي القارئ أن «الدنيا دوارة» والدنيا دار ابتلاء، وإن دامت لغيرك ما وصلت إليك، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
25/06/2020
1358