+ A
A -
يعقوب العبيدلي
انتهت الاختبارات نجح من نجح، وتعثر من تعثر، ورسب من رسب، نهنئ الناجحين، ودور ثان للمقصرين، ونصيب أوفر للمتعثرين، ومع المزيد من الجهد والتصميم والمثابرة، كل مر سوف يمر، ليأتي باليسر الذي يسر، عزيزي الطالب، اجتزت مرحلة صعبة، ماضيًا نحو الجامعة، ووصلت إلى مفترق الطريق، بعد عناء وتعب وجهد، هنا عليك التريث والتفكير والاستشارة، حتى يكون قرارك صائباً، اسأل أهل الثقة والدراية والمعرفة من البشر، «شاورهم في الأمر»، «وأمرهم شورى بينهم»، حتى تختصر السنين، وتقرب المسافات، ولا تتوه في الطريق، سيصفون لك الطريق من واقع خبرتهم،، وسيعطونك النصائح لتتلافى أشواك وعقبات الطريق، سيشيرون عليك بالمسالك السهلة، لتصل نحو الهدف بأسرع وقت، لزامًا عليك، أن تسأل من سبقك، وتقرأ تجاربهم في سلوك الطريق، وتعرف كيف تقطعه، وإلا فسيكون طريقك مليئًا بالمحاولات التي كان بمقدورك أن تتلافاها لو اطلعت وسألت، أنت اليوم في مفترق الطريق فكر وتريث، لا تتسرع وتندفع، فكر ملياً، ماذا تريد أن تكون، اختصر الطريق، نحو النجاح والتميز، لتكون رقماً مهماً لا طالباً عادياً، قبل أن تعصف بك الرياح وأنت تقطع الطريق، فتحول بينك وبين ما تريد، وأنت في مفترق الطريق، اختر الطريق الذي تسلكه دون تردد، وتفكر في أخطاره، ومطباته، وتحويلاته، وحفرياته، حتى تكون مستعداً لها، اعرف علامات الطريق، واعرف كيف تسير فيه، حتى تصل بسرعة سالماً، اجلس مع نفسك عزيزي الطالب، وفكر مليًّا، أنت في مفترق الطرق، فكر إلى أين أنت ذاهب، حدد وجهتك، فكر في مستقبلك، ثم فكر طريقك الذي تسلك، هل هو يسير في الاتجاه نفسه، أم يسير في الاتجاه الخطأ، فتهدر الوقت والمال والجهد «ولات ساعة مندم» «ولا فات الفوت ما ينفع الصوت» !! اكتب أهدافك، وتعرف على علامات الطريق، حدد وسائلك، وتثبت من الطريق جيدًا، استشر أهل الثقة والدراية، واستخر، ثم انطلق على بركة الله في حدود السرعة المسموح بها، وراح تجد لذة ومتعة في الطريق رغم بعض المرارة، اجعل
الخيال دافعاً للمزيد من التقدم،، تخيل نفسك ما تريد، تخيل نفسك وقد وصلت إلى مبتغاك، دكتورًا في الجامعة، طبيبًا، مهندسًا، معلمًا، إعلامياً، عالمًا، مشهورًا إلخ، وحين تصل ستفرح كما فرحت بنجاحك في الشهادة الثانوية، سيصبح مستقبلك حاضراً، وستكون أمنيتك حقيقة، وحينها لن تسعك الدنيا فرحة، وستجد لذة الصعود مضاعفة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
27/06/2020
1225