جاء أبو بكر لزيارة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقبل أن يستأذنَ ويدخل، سمعَ عائشة ترفعُ صوتها على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم! ثم أُذِنَ له فدخلَ غاضباً وقال لابنته: أترفعينَ صوتكِ على رسولِ الله؟! ثم كأنه أراد أن يجذبها إليه ليُعنِّفها فحال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بينه وبينها، فلما خرجَ أبو بكر، جعلَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول لعائشة: «ألا ترين أني قد حلتُ بينك وبين الرَّجل»! ثم جاء أبو بكر بعدها، فوجد النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وعائشة يضحكان، فقال لهما: أشرِكاني في سِلمِكُما كما أشركتماني في حربكما!
قلتُ أكثر من مرةٍ أنَّ أحبَّ الأحاديث النبوية إلى قلبي هي تلك التي تُظهرُ بشريَّة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وأحبُّ حوادث السيرة إلىَّ تلك التي تُرينا بيوت النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وبيوت الصحابة في هيئتِها الاجتماعية والحياتية الطبيعية التي تُشبه حياتنا تماماً، والسبب في هذا أن الناس اعتادوا أن ينظروا لحياته صلَّى الله عليه وسلَّم وحياة أصحابه بعين الحُبِّ والإجلال حتى كادوا يعتقدون أن حياتهم لا مشاكل فيها ولا هموم، فتأتي هذه القصص والحوادث التي أُحبها لتضع النقاط على الحروف، وتُخبرنا أن النَّاس هم النَّاس مهما بلغوا من الإيمان عتياً!
الخلافات الزوجية تقعُ في كل البيوت، تفرضُها المعاملة اليومية، وهموم الحياة، وتقلُّب النفس البشرية من طور إلى طور، وعندما ترفعُ عائشة صوتها على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فالأمر لا علاقة له بمنسوب الإيمان، ولا مقدار التقوى، إنها الحياة يا سادة، فمهما بلغتْ زوجتك من الإيمان لن تُدرك عائشة، ومهما بلغْتَ من الإيمان لن تبلغ إيمان النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وها هي مُشكلة زوجية قد حدثَتْ، والحمد للهِ أن الأوائل نقلوها إلينا حتى نتعلَّم منها الدروس والعِبر!
{الدرس الأول:
من كان يُمنِّي نفسه بحياةٍ زوجيةٍ بلا مُشكلات فهو واهم أو حالم، ولكن المشكلات إنما يجب أن تكون سحاب صيف يمرُّ سريعاً، والبيوت إنما يجب أن تُدار بالتغاضي والتراحم، أنتَ تتنازل مرةً، وهي تتنازل مرةً حتى لا تكون البيوت ساحات حرب!
{ الدرس الثاني:
تتسعُ رقعة المشاكل الزوجية حين يتحزَّب الأهل لأولادهم، فالزوجة عند أهلها على حق مهما فعلتْ، والزوج عند أهله على حق مهما فعل، وهذا ليس من العدل والمنطق في شيء، الأصل أن يتدخَّلوا للإِصلاح فقط، فالبُيوت ليستْ محاكم لِرَدِّ الحقوق، بمقدار ما هي مكان للتراحم والتعايش والتغاضي والتجاهل، والأنبل من الإصلاح أن يأخذ الأهل على يد ابنهم أو ابنتهم عندما تُخطئ ولا ينسون فضل الصِّهر أو الكنة، وما أنبل أبا بكر يوم ما هانَ عليه أن ترفع ابنته صوتها على زوجِها!
{ الدرس الثالث:
الخِلاف شيء، وأن تهونَ عندكَ زوجتكَ، أو يهونَ عندكِ زوجكِ شيء آخر!
النُبلاء يظهرون في الخصومات، و?نظُرْ لنُبل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لم تَهُنْ عليه عائشة حتى حين رفعتْ صوتها عليه، لقد منعَ أباها أن يتعرَّضَ لها، الخِلافات طقس لا مناخ، وعلى الطقس أن لا يستمر طويلاً!
{ الدرس الرابع:
على الفور أعادَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم المياه إلى مجاريها، لقد مازحَ عائشة قائلاً: ألا ترين أني قد حلتُ بينكِ وبين الرجل؟! يا لنُبل النبوة إنه يسترضيها أيضاً! اقلبوا الصفحة بسرعة، بعض المواقف لا تحتاج إلى كثير من التناحة، وعزة النفس أيضاً ليس موضعها بين الزوج وزوجته!بقلم: أدهم شرقاوي
قلتُ أكثر من مرةٍ أنَّ أحبَّ الأحاديث النبوية إلى قلبي هي تلك التي تُظهرُ بشريَّة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وأحبُّ حوادث السيرة إلىَّ تلك التي تُرينا بيوت النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وبيوت الصحابة في هيئتِها الاجتماعية والحياتية الطبيعية التي تُشبه حياتنا تماماً، والسبب في هذا أن الناس اعتادوا أن ينظروا لحياته صلَّى الله عليه وسلَّم وحياة أصحابه بعين الحُبِّ والإجلال حتى كادوا يعتقدون أن حياتهم لا مشاكل فيها ولا هموم، فتأتي هذه القصص والحوادث التي أُحبها لتضع النقاط على الحروف، وتُخبرنا أن النَّاس هم النَّاس مهما بلغوا من الإيمان عتياً!
الخلافات الزوجية تقعُ في كل البيوت، تفرضُها المعاملة اليومية، وهموم الحياة، وتقلُّب النفس البشرية من طور إلى طور، وعندما ترفعُ عائشة صوتها على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فالأمر لا علاقة له بمنسوب الإيمان، ولا مقدار التقوى، إنها الحياة يا سادة، فمهما بلغتْ زوجتك من الإيمان لن تُدرك عائشة، ومهما بلغْتَ من الإيمان لن تبلغ إيمان النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وها هي مُشكلة زوجية قد حدثَتْ، والحمد للهِ أن الأوائل نقلوها إلينا حتى نتعلَّم منها الدروس والعِبر!
{الدرس الأول:
من كان يُمنِّي نفسه بحياةٍ زوجيةٍ بلا مُشكلات فهو واهم أو حالم، ولكن المشكلات إنما يجب أن تكون سحاب صيف يمرُّ سريعاً، والبيوت إنما يجب أن تُدار بالتغاضي والتراحم، أنتَ تتنازل مرةً، وهي تتنازل مرةً حتى لا تكون البيوت ساحات حرب!
{ الدرس الثاني:
تتسعُ رقعة المشاكل الزوجية حين يتحزَّب الأهل لأولادهم، فالزوجة عند أهلها على حق مهما فعلتْ، والزوج عند أهله على حق مهما فعل، وهذا ليس من العدل والمنطق في شيء، الأصل أن يتدخَّلوا للإِصلاح فقط، فالبُيوت ليستْ محاكم لِرَدِّ الحقوق، بمقدار ما هي مكان للتراحم والتعايش والتغاضي والتجاهل، والأنبل من الإصلاح أن يأخذ الأهل على يد ابنهم أو ابنتهم عندما تُخطئ ولا ينسون فضل الصِّهر أو الكنة، وما أنبل أبا بكر يوم ما هانَ عليه أن ترفع ابنته صوتها على زوجِها!
{ الدرس الثالث:
الخِلاف شيء، وأن تهونَ عندكَ زوجتكَ، أو يهونَ عندكِ زوجكِ شيء آخر!
النُبلاء يظهرون في الخصومات، و?نظُرْ لنُبل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لم تَهُنْ عليه عائشة حتى حين رفعتْ صوتها عليه، لقد منعَ أباها أن يتعرَّضَ لها، الخِلافات طقس لا مناخ، وعلى الطقس أن لا يستمر طويلاً!
{ الدرس الرابع:
على الفور أعادَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم المياه إلى مجاريها، لقد مازحَ عائشة قائلاً: ألا ترين أني قد حلتُ بينكِ وبين الرجل؟! يا لنُبل النبوة إنه يسترضيها أيضاً! اقلبوا الصفحة بسرعة، بعض المواقف لا تحتاج إلى كثير من التناحة، وعزة النفس أيضاً ليس موضعها بين الزوج وزوجته!بقلم: أدهم شرقاوي