+ A
A -
الآفة كل ما أصابت شيئا أفسدته، والتسرع والاندفاع دون إعمال العقل فيه، جنون وسوء تدبير، وأصل التسرع والاندفاع الخفّة في العقل والرأي والفعل أو الطّيش دون حساب العواقب، وكم من أمور أضحكتنا بسبب التسرع، وبكى من عواقبها اللبيب، ومن علامات التسرع والاندفاع سوء اختيار التخصص الأكاديمي، بس «مع الخيل يا شقرة» وسوء اختيار الزوج المناسب، أو الزوجة المناسبة، أو الدخول في «بزنس» معين، دون وضع دراسة جدوى وهكذا، والطّيش في جل أمور الحياة، كالإيقاع المؤذي بفلان، وسوء الظن بفلان، وإظهار الجزع من فلان، والسّبّ الفاحش لفلان، والمتسرع المندفع أسير جهله، خفيف العقل، بسيط الفهم، ظاهر الجهل، ضعيف الرّأي، عديم الفكر، مخدوع غير مبالٍ، لا يحسن إدارة نفسه، ولا أهله، ولا ماله، ولا ناسه، هو التافه! وما أكثرهم في زماننا وأيامنا !.
أَعَاذَنا اللَّهُ مِنْ إِمَارَةِ هذه النوعية من البشر الذين ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ، بسبب تسرعهم واندفاعهم وغبائهم والنتيجة الفشل الساحق الماحق، التسرع والاندفاع سوء خلق يورث غضب الله وسخط الناس، يورث الإفلاس،، والخراب، والخزي، والمنقصة، والفشيلة، والعزلة، والشحناء، وسوء العاقبة والنتيجة في المحصلة النهائية الندم، والشعور بالحزن الشديد، نتيجة تسرعه واندفاعه الأرعن، إن التسرع لحظة، ولكن الندم قد يستغرق سنين، والندم هنا هو العقل الذي حضر ولكن متأخراً، بعد أن وقع الفأس في الرأس، وشقه نصفين، جاء في الأثر فيما معناه «لا تتسرع ولا تندفع حتى تجنب نفسك ألف لحظة ندم أنت في غنى عنها»، اعتبروا يا أولي الأبصار.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

[email protected]
copy short url   نسخ
29/06/2020
1978