الاستهداف المتمادي لمراكز الدفاع المدني والمسعفين في مختلف المناطق اللبنانية، جريمة أخرى تُضاف إلى جرائم العدو الإسرائيلي في حربه الوحشية على لبنان، التي تصب حقد أصحابها على مقومات الحياة في بلد الأرز، وصولاً إلى تهديد وقصف الآثار التاريخية في صور وبعلبك.
170 مسعفاً لبنانياً سقطوا شهداء حتى أول أمس أمس، وهم يقومون بواجبهم الإنساني في إسعاف ونقل الجرحى والضحايا الذين يصابون في الغارات المكثفة على القرى الآمنة، دون أن يصدر عن أي هيئة دولية أو محلية، الإستنكار الرادع للاستمرار في هذه الجرائم، التي لا ترحم «ملائكة الرحمة»، الذين يضعون أرواحهم على أيديهم، ويعرضون حياتهم لأخطار جمة في عملهم لإنقاذ ما أمكن من حياة المدنيين المصابين من جراء الغارات الإسرائيلية، التي تستهدف المنازل والمدارس والمساجد، وتهدد عائلات بكامل أفرادها.
تركيز العدو الإسرائيلي على مراكز الإسعاف هدفه تعطيل عمليات الإنقاذ لضحايا الغارات الإسرائيلية، ضارباً عرض الحائط يكل القوانين والأنظمة الدولية، التي توفر الحصانة لفرق الدفاع المدني والإسعاف في الحروب، حرصاً على سلامة القائمين بهذه المهمة الإنسانية، بعيداً عن الحساسيات السياسية، ويمنأى عن حسابات الربح والخسارة في الميدان.
الجرائم المتعمدة ضد المبادئ والقواعد الإنسانية في الحروب، التي يرتكبها العدو الإسرائيلي يومياً يجب ألّا تمر دون عقاب، الأمر الذي يستوجب على الحكومة اللبنانية المبادرة إلى تقديم دعاوى لدى محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، وإلى مجلس الأمن والهيئات الدولية المعنية الأخرى، ولو من باب تأكيد الحق اللبناني في حماية مؤسساته الصحية
استمرار التغاضي الأميركي عن ارتكاب المزيد من الجرائم الإسرائيلية، يؤكد، بشكل أو بآخر، أن واشنطن شريكة في كل الحروب التي تهدد أمن وسلام المنطقة.{اللواء اللبنانية