+ A
A -
جمال زقوت كاتب فلسطيني

يشير معظم المحللين والخبراء في السياسة الأميركية إلى أن واحداً من أسباب فشل الديمقراطيين في الانتخابات، بعد تركيز ترامب على الأوضاع الاقتصادية، يكمن في انحياز الإدارة الديمقراطية وشراكتها في حرب الإبادة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، حيث أفقدهم ذلك أصوات الجاليتين العربية والإسلامية، بالإضافة للأجيال الشابة، بمن فيهم قطاع واسع من مؤيدي الديمقراطيين، والذين قادوا انتفاضة الجامعات الأميركية على مدار العام الدراسي الماضي.

كانت إدارة بايدن شريكاً في الحرب على قطاع غزة، دون أن يأخذ نتانياهو أياً من الاقتراحات الأميركية، أو مراعاة مصالحها في المنطقة بعين الاعتبار، حيث كان بايدن نفسه سرعان ما يتراجع عن مواقفه المعلنة، ويبلع لسانه عندما تدير حكومة الاحتلال ظهرها لهذه المواقف، كما حدث في مبادرته للاتفاق على صفقة، رغم أنها تحولت إلى قرار صادر عن مجلس الأمن. ذلك وغيره يؤشر إلى أنه من غير المتوقع أن تتمكن الإدارة، أو ربما أنها لا ترغب في إحداث أي اختراق في المدة المتبقية لها حتى تنصيب ترامب في يناير القادم.

بما يخص الحرب على لبنان، فمن الواضح أن ملامح اتفاق يتبلور في الأفق، ويبدو أن مختلف الأطراف ذات الصلة تسعى إلى ذلك، بما فيها إسرائيل التي تواجه مقاومة جدية من قوات حزب الله، بعد أن تمكن الحزب من امتصاص آثار الضربة الموجعة لقياداته، وأعاد تنظيم صفوفه، وأعاد بناء قواعد السيطرة والقيادة على الصعيدين العسكري والسياسي.

أما على صعيد حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي لم يعد خافياً أنها مكون أساسي من مخططات حرب التصفية التي تواصل حكومة الاحتلال تنفيذها، سيما لجهة ما يعرف بخطة الضم والحسم في الضفة الغربية، فيشير المراقبون إلى أن إدارة ترامب ستنخرط في جهود الوقف العاجل للعمليات العسكرية في القطاع، وهذا ما تدركه حكومة نتانياهو، ولذلك فهي تسابق الزمن لفرض مخططاتها على القطاع، لجهة استكمال التطهير العرقي لمنطقة الشمال وفق ما يُسمى بـ«خطة الجنرالات».

ورغم أن ترامب كان الأكثر «سخاء» خلال إدارته السابقة لصالح إسرائيل، حيث نقل سفارة واشنطن إلى القدس، وقدم لها ما بات يعرف بـ«صفقة القرن» التي ستضم إسرائيل بموجبها مساحات واسعة من الضفة الغربية، كما أوقف دعم واشنطن للأونروا التي باتت اليوم هدفاً مباشراً لإسرائيل لإلغاء دورها في الأرض الفلسطينية المحتلة، وصلة ذلك بمحاولة شطب قضية اللاجئين، رغم ذلك كله، فإن إسرائيل ورغم ترحيبها الحار، ودعمها المعلن لحملة ترامب، فإنها تتخوف مما قد يقدم عليه ترامب من توجهات تتعارض مع تطلعها لتنفيذ ما يسمى بخطة الحسم لتصفية القضية الفلسطينية.القدس الفلسطينية

copy short url   نسخ
13/11/2024
5