+ A
A -
كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جالساً مع أصحابه، فسألهم: أتدرون من المُفلس؟
فقالوا: المُفلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع.
فقال: إنَّ المُفلس من أُمَّتي، الذي يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكلَ مالَ هذا، وسفكَ دمَ هذا وضرب هذا! فيُعطى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه، فإن فنيَتْ حسناتُه قبل أن يقضيَ ما عليه، أخذَ من خطاياهم فطُرحتْ عليه ثم طُرح في النار!
يقولُ أحدُ التائبين: سببُ توبتي بائع مسكين مُتجوِّل، اشتريتُ منه شيئاً، ثم أدرتُ ظهري ومضيتُ، فقال لي: أين الحساب؟
فقلتُ له ساخراً: الحساب يوم الحساب!
فقال لي: صدِّقني أن تدفعَ لي اليوم أرخص لك من أن تدفع يوم الحساب!
فنزلتْ كلماته كالصاعقة عليَّ، ومن يومها وأنا أعملُ ليوم الحساب!
إن من الإفلاس أن تعملَ لغيرك!
أن تتعبَ في عباداتك، فتُصلِّي، وتصوم، وتُزكِّي، وتَحُجّ، فيكتبُ الملائكة في صحيفتك حسناتٍ كثيرة، ثم في المُقابل أنتَ مع عباداتِك هذه كالوحش الكاسر مع الناس، تسبُّ إنساناً، وتدخلُ في عرض إنسان آخر، تغصبُ هذا مالاً، وتمنعُ أُختاً ميراثاً، تضربُ ضعيفاً، وتظلمُ مسكيناً، وتمشي بالنميمةِ بين الناس، تشي بزملائك في العمل، وتفتري على خلقِ الله، فإذا كان يوم القيامة وقامَ الناسُ للحساب، واجتمع الخُصوم بين يدي الله، ونُشرِتْ السجلات التي لا تُغادر صغيرة ولا كبيرة، وبدأ الحَكَمُ العدل يُعيدُ الحقوقَ لأهلها، فيذهب أجر صلاتك للذي خُضتَ في عرضه، وأجر صيامك للذي أكلتَ ماله، وأجر زكاتك للذي آذيته، وأجر صدقتك للذي جرحته، ثم لما تفنى حسناتك ويبقى مظلومون لم يأخذوا حقهم أعطوك من سيئاتهم حتى تُلقى في النار!
لا تكُنْ كالغني والسائق في هذه القصة:
عملَ سائقٌ فقيرٌ عند رجلٍ غنيٍّ عشر سنوات، ثم ماتَ الغنيُّ وانقضتْ عدة الزوجة، فقررتْ أن تتزوجَ السائق لِما رأته من حُسنِهِ وأخلاقه، فصارَ كل مال الغني بين يديه، فلما سُئل عن هذا قال: كنتُ أظُنُّ أني أعمل عنده فتبيَّن لي لاحقاً أنه هو من كان يعملُ عندي ويجمعُ لي المال!
فلا تجمع حسناتك لأحد!بقلم: أدهم شرقاوي
فقالوا: المُفلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع.
فقال: إنَّ المُفلس من أُمَّتي، الذي يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكلَ مالَ هذا، وسفكَ دمَ هذا وضرب هذا! فيُعطى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه، فإن فنيَتْ حسناتُه قبل أن يقضيَ ما عليه، أخذَ من خطاياهم فطُرحتْ عليه ثم طُرح في النار!
يقولُ أحدُ التائبين: سببُ توبتي بائع مسكين مُتجوِّل، اشتريتُ منه شيئاً، ثم أدرتُ ظهري ومضيتُ، فقال لي: أين الحساب؟
فقلتُ له ساخراً: الحساب يوم الحساب!
فقال لي: صدِّقني أن تدفعَ لي اليوم أرخص لك من أن تدفع يوم الحساب!
فنزلتْ كلماته كالصاعقة عليَّ، ومن يومها وأنا أعملُ ليوم الحساب!
إن من الإفلاس أن تعملَ لغيرك!
أن تتعبَ في عباداتك، فتُصلِّي، وتصوم، وتُزكِّي، وتَحُجّ، فيكتبُ الملائكة في صحيفتك حسناتٍ كثيرة، ثم في المُقابل أنتَ مع عباداتِك هذه كالوحش الكاسر مع الناس، تسبُّ إنساناً، وتدخلُ في عرض إنسان آخر، تغصبُ هذا مالاً، وتمنعُ أُختاً ميراثاً، تضربُ ضعيفاً، وتظلمُ مسكيناً، وتمشي بالنميمةِ بين الناس، تشي بزملائك في العمل، وتفتري على خلقِ الله، فإذا كان يوم القيامة وقامَ الناسُ للحساب، واجتمع الخُصوم بين يدي الله، ونُشرِتْ السجلات التي لا تُغادر صغيرة ولا كبيرة، وبدأ الحَكَمُ العدل يُعيدُ الحقوقَ لأهلها، فيذهب أجر صلاتك للذي خُضتَ في عرضه، وأجر صيامك للذي أكلتَ ماله، وأجر زكاتك للذي آذيته، وأجر صدقتك للذي جرحته، ثم لما تفنى حسناتك ويبقى مظلومون لم يأخذوا حقهم أعطوك من سيئاتهم حتى تُلقى في النار!
لا تكُنْ كالغني والسائق في هذه القصة:
عملَ سائقٌ فقيرٌ عند رجلٍ غنيٍّ عشر سنوات، ثم ماتَ الغنيُّ وانقضتْ عدة الزوجة، فقررتْ أن تتزوجَ السائق لِما رأته من حُسنِهِ وأخلاقه، فصارَ كل مال الغني بين يديه، فلما سُئل عن هذا قال: كنتُ أظُنُّ أني أعمل عنده فتبيَّن لي لاحقاً أنه هو من كان يعملُ عندي ويجمعُ لي المال!
فلا تجمع حسناتك لأحد!بقلم: أدهم شرقاوي