ممثّلاً عن راعي الحدث سعادة السيد سعد بن علي الخرجي، رئيس قطر للسياحة ورئيس مجلس إدارة Visit Qatar، افتتح السيد عمر الجابر، رئيس قطاع تنمية السياحة بالإنابة في قطر للسياحة، أمس النسخة التاسعة من معرض قطر للضيافة الذي تنظمه الشركة الدولية للمعارض - قطر خلال الفترة بين 12 إلى 14 نوفمبر 2024 في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، بحضور سعادة السيد سلطان بن راشد الخاطر مستشار وزير التجارة والصناعة، وحميد بن الطاهر رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة بالمغرب، إلى جانب حشد من كبار الشخصيات المحلية والدولية بمن فيهم سفراء الدول المشاركة ورؤساء الوفود الدولية.
وفي كلمة له خلال حفل الافتتاح، قال الجابر: «نفتخر في قطر للسياحة بأن نكون الشريك الاستراتيجي لمعرض قطر للضيافة 2024، الذي يشكّل منصة فريدة تتيح لنا استعراض أحدث التطورات والابتكارات في هذه القطاعات الحيوية. تؤكد هذه الشراكة على التزامنا المستمر بدعم وتعزيز قطاع السياحة والضيافة في قطر».
وأضاف الجابر: «إن التطور الكبير الذي شهدته قطر في مجال البنية التحتية ومنشآت الضيافة لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية رائدة. إن تنظيم مثل هذه الفعاليات يعكس التزام قطر بتعزيز وتنمية القطاع السياحي كأحد الركائز الأساسية لتنويع الاقتصاد الوطني، تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030».
تلا الافتتاح حفل تكريم خاص بعنوان «سفراء التميّز» قامت من خلاله قطر للسياحة والشركة الدولية للمعارض – قطر بتكريم مجموعة من مديري القطاعات المختلفة في الفنادق العاملة في الدولة نظير تميّزهم في الخدمة خلال العام 2024، حيث تسلّم المكرّمون شهادات ودروعاً تقديرية من السيد عمر الجابر.
ويعدّ معرض ومؤتمر قطر للضيافة التجاري الدولي الحدث الأكثر تميزاً بالضيافة وقطاع الفنادق والمطاعم والمقاهي «هوريكا» في قطر، وهو يقام بشراكة استراتيجية مع قطر للسياحة، بمشاركة أكثر من 120 من الموردين ومزودي الخدمات في قطاعات الضيافة والفنادق والمطاعم والمقاهي والسياحة والأغذية والمشروبات، من أكثر من 20 دولة مختلفة، إلى جانب المستثمرين ورواد الصناعة في قطر لاستكشاف فرص الاستثمار المحتملة في سوقي الضيافة والسياحة القطري.
وتبرز في نسخة هذه السنة مشاركة وزارة التجارة والصناعة، الشريك الحكومي للمعرض، بجناح خاص تستضيف من خلاله وفداً مغربياً رفيع المستوى ضمن فعاليّات العام الثقافي القطري – المغربي. ويضم الوفد مسؤولين رفيعي المستوى من مؤسّسات السياحة والضيافة المغربية العامة والخاصّة، ويرأسه السيّد حميد بن الطاهر، رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة في المغرب.
وتعليقاً على نتائج اليوم الأول، قال السيد حيدر مشيمش، مدير عام الشركة الدولية للمعارض: «عزز معرض قطر للضيافة على مر السنين من حضوره ونشاطاته لتلبية المطالب المتنامية للقطاع على المستويين المحلي والدولي. وتشمل أيام المعرض عقد مؤتمرات وبرامج تدريبية ومسابقات متخصصة في مجال الضيافة والفنادق والمطاعم والمقاهي، بالإضافة إلى برنامج للتوفيق بين الأعمال على مستوى الشركات لأبرز اللاعبين في المجال من أجل تسويق منتجاتهم وخدماتهم للمشترين والمستثمرين المحتملين وأصحاب الأعمال».
ونوّه إلى أن برنامج الحدث هذا العام يضم سلسلة من الفعاليات المتزامنة التي توفّر لزوّار المعرض تجربة متكاملة، أبرزها مسابقات «صالون كولنير» للطهي الحي والتي يشارك فيها أكثر من 175 طاهياً يمثّلون 35 فندقاً من الفنادق الرائدة فئة الأربع والخمس نجوم في الدوحة. وتسلّط هذه المسابقة الضوء على مهارات الطهاة في التميز في إعداد أطباق الطعام ضمن أكثر من 20 فئة مختلفة. كما يشهد المعرض للمرة الأولى عروضاً حية للطهي من قبل نجوم عالميين في عالم الطهي الفاخر من فرنسا والمغرب وغيرها.
ويعتبر معرض قطر للضيافة منصة لطرح أحدث المنتجات ومناقشة فرص شراكات الأعمال المحتملة بين الشركات الفندقية وموّردي خدمات الضيافة الفندقية والمطاعم والمستثمرين وغيرهم من المتخّصصين في هذا المجال الأمر الذي يمثل دفعة قوية لقطاع الضيافة في قطر والذي يشهد نمواً متسارعاً على وقع الطفرة السياحية التي تشهدها دولة قطر حالياً والتي انعكست إيجاباً على قطاع الضيافة وحزمة من القطاعات الأخرى المصاحبة حيث حققت الدولة مستوى قياسي جديد في استقطاب تدفقات الزوار بواقع 4 ملايين زائر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري ما يعادل إجمالي عدد الزوار الذي تم تسجيله خلال العام 2023 بأكمله وبنسبة نمو 26 % على أساس سنوي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
ويتوقع تقرير صادر عن مؤسسة «ألبن كابيتال» للاستشارات المالية والمصرفية أن تتصدر قطر قائمة أكثر دول مجلس التعاون الخليجي نمواً من حيث إيرادات قطاع الضيافة حيث تشير التقديرات إلى تسارع زخم نمو إيرادات القطاع من مستوى بلغ 3.64 مليار ريال في عام 2024 إلى مستوى يبلغ 4.36 مليار ريال في عام 2026 وصولاً إلى مستوى 5.46 مليار ريال بحلول عام 2028، وذلك بدعم كبير من التسهيلات المقدمة للزوار حيث تقدم قطر تأشيرات عند الوصول للمواطنين من حوالي 102 دولة، كما قامت بتبسيط إجراءات التأشيرة من خلال إعادة إطلاق منصة هيا في عام 2023، والتي تعمل كمنصة مركزية لجميع التأشيرات السياحية والشركات بالتزامن مع تطوير قطاع واسع من مناطق الجذب السياحي، بما في ذلك المعالم الثقافية والحديثة المختلفة علاوة على استضافة الدولة لحزمة من الفعاليات والأحداث الدولية الكبرى على مدار العام.
ويجني قطاع الضيافة ثمار الاستراتيجية الناجحة التي تنفذها قطر للسياحة والتي تستهدف جذب الزوار من 15 سوقاً مصدرة للسياح حول العالم، وهي: المملكة العربية السعودية، والهند، والصين، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا، وأستراليا، وجنوب إفريقيا، وروسيا، وتركيا، وإيران، ودول مجلس التعاون الخليجي، كما تركز الإستراتيجية على توسيع نطاق المكاتب التمثيلية الدولية وإطلاق حملات تسويقية عبر المنطقة والعالم وتطوير رزنامة فعاليات عالمية المستوى تظل مستمرة على مدار العام، إلى جانب الاستفادة من مرافق البنية التحتية المتطورة لدى الدولة في تعزيز قطاع سياحة الاجتماعات والحوافز والمعارض والمؤتمرات، فضلاً عن تطوير قطاع الضيافة عبر إنشاء وجهات ترفيهية ومعالم جذب جديدة وإطلاق مراكز تسوق فاخرة والاستثمار في موارد دولة قطر الطبيعية.
ويرجح المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن يسجل قطاع السياحة والسفر في قطر أداء قوياً خلال الفترة بين عامي «2024 و2034» متوقعاً أن يضخ قطاع السياحة والسفر 135.2 مليار ريال في الاقتصاد القطري بحصة توازي 12.8 % من الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر بحلول عام 2034 مقارنة مع مستوى بلغ 90.8 مليار ريال ما يوازي 11.3 % من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024.
وبحسب تقديرات المجلس العالمي للسفر والسياحة فإن إجمالي إنفاق الزوار الدوليين في قطر المتوقع سيرتفع بنسبة 15.9 % من مستوى 69.6 مليار ريال في عام 2024 إلى مستوى قياسي يبلغ 116 مليار ريال بحلول عام 2034 مع زيادة في إنفاق الزوار المحليين بمتوسط نمو سنوي 2.9 % من مستوى يبلغ 12 مليار ريال في عام 2024 إلى مستوى يبلغ 16.1 مليار ريال بحلول عام 2034 بالتزامن مع توفير 123.4 ألف وظيفة جديدة بقطاع السياحة خلال الفترة بين 2024 و2034 لترتفع الوظائف بالقطاع من مستوى 334.5 ألف وظيفة في عام 2024 إلى مستوى يبلغ 457.9 ألف وظيفة بحلول عام 2034.
وتستهدف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة «2024 - 2030» جعل قطر الوجهة السياحية المفضلة للأسر، مع تطوير سياحة الأعمال والفعاليات فضلاً عن جذب 6 ملايين زائر بحلول عام 2030 بحجم إنفاق 34 مليار ريال في الوجهات السياحية المحلية وتحقيق عدد ليالي حجوزات بالفنادق يصل إلى 19 مليون ليلة إلى جانب تفعيل السياسات السياحية لتعزيز جاذبية قطاع السياحة وتنافسيته، وتعظيم الاستفادة من شبكة الربط التي توفرها الخطوط الجوية القطرية، ويضاف إلى ذلك العمل على تصميم أصول سياحية تلبي احتياجات الزوار، والحفاظ على تميز الخدمات، وتقديم خدمات سياحية جديدة، وتصميم تجارب فريدة من نوعها للزوار.