صدر عن دار مرايا للنشر والتوزيع بدبي، كتاب "النقود المتداولة في شبه الجزيرة العربية في العصر العثماني" للدكتور علي عفيفي علي غازي، الباحث في تاريخ العراق وشبه الجزيرة العربية، والكتاب يقع في 120 صفحة من القطع المتوسط، ويُعرف بعدد 65 من العملات المعدنية: الفضية والذهبية والنحاسية، فضلا عن الورقية، التي تداولها العرب في شبه الجزيرة العربية في العصر العثماني، الذي امتد لأكثر من أربعة قرون، بداية من مطلع القرن السادس عشر، وحتى مطلع القرن العشرين الميلادي، واستعملوها في البيع والشراء، بعضها ضُرب في إستانبول والقاهرة، والبعض الآخر ضُرب في الهند والنمسا. وظلت هذه العملات متداولة حتى قام الملك عبد العزيز آل سعود؛ بإصدار الريال العربي السعودي، وبعد ميلاد الدول العربية الحديثة في المنطقة؛ أصدرت كل دولة عملتها الوطنية الخاصة، التي تحمل خصوصيتها، وصورًا تعبر عن هويتها، وتوقف تداول هذه العملات والنقود، ولم يبق لها إلا قيمتها التاريخية.

وجاء في مقدمة الكتاب: "منذ أن دب الإنسان بقدميه على سطح الأرض، ومشى في مناكبها، وتبادل السلع من جيرانه، كان التبادل يتم عينًا سلعة بأخرى، أو ما يُعرف بالمقايضة، وكان التقدير يتمّ بالتراضي بين طرفي عملية البيع والشراء. ولكن عندما تطورت نُظم الحياة، أدى التوسع في العلاقات التجارية إلى التحول من نظام المقايضة إلى معرفة السكة أو النقود، وتوصلت البلدان التجارية إلى استعمالها في البيع والشراء. وعرف الإنسان السكة المعدنية والفضية والذهبية، واستعملها في البيع والشراء، وكانت العملة السائدة في بلدان ومدن شبه الجزيرة العربية هي الدرهم والدينار، واستعملت الدراهم بكثرة؛ لأن سك الدنانير كان قليل، ومن ثم كانت قليلة الاستعمال. وكانت الصين أول بلد في العالم يستعمل العملة الورقية، وفق ما اتفق عليه المؤرخون".

والكتاب يشكل إضافة مهمة للمكتبة العربية، وممتع وشائق في تصفحه، خاصة أن مادته، كما ذكر المؤلف في المقدمة "ليست إلا سطورٍ معدودات متناثرة في هوامش الكتب والدراسات، أو إشارات عابرات في بعض الكتابات، وتسهيلا على الباحثين حرصت على ترتيبها أبجديًا".