عمليات تجويع منظمة تتم في شمال قطاع غزة والقصف الشديد المتواصل، والمجازر التي ترتكب في ظل سياسات ومخططات تهدف إلى تفريغ شمال القطاع، إلى جانب خطط تقسيم مناطق الوسط والجنوب، وفق مشاريع عزل المدن عن بعضها، بما يشبه خططهم في الضفة الفلسطينية، وتقطيع أوصال المناطق عن بعضها، وخلق واقع جغرافي احتلالي جديد، يقوم على تقسيم القطاع وقضم مساحات من أراضيه، وبناء مناطق عازلة جديدة على طول مساحة القطاع، ومناطق عسكرية للتحكم والسيطرة على كافة الحدود بما فيها محور فيلادلفيا.

واقع الحياة الصعب وسط المقتلة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، والمجازر اليومية التي تنفذ في ظل الحصار الشامل وسياسات التجويع المتواصلة منذ 405 أيام، والصور التي نراها وسط النزوح والدمار، وبين صيحات الفقد وصرخات الجوع، يبحث الناس عن مأوى، وعن وقف للمجازر والمذابح، وأن يتحرك العالم لوقف الإبادة، ووقف المخططات التي يعمل الاحتلال على تكريسها.

الحياة في غزة باتت مستحيلة، بلا مستشفيات ولا رعاية صحية، وبلا جامعات ولا مدارس، وبلا بيوت ومساكن، وبلا غذاء ودواء، وآلة القتل تواصل عملياتها بكل بشاعة، كما تواصل رسم جغرافيا القطاع بما يتهدد مصير البقية، وفق خطط التطهير العرقي والطرد الجماعي.

إن حكومة الاحتلال معنية باستمرار حرب الإبادة، وهي تستغل حاليا الظرف الدولي والانتخابات الأميركية وفوز صديق نتانياهو دونالد ترامب، لتحقيق أكبر قدر من المكاسب والغايات، ليس فقط في غزة بل في الضفة والقدس، وهذا يأتي ضمن ما تعلن عنه من خطط، آخرها كان خطة سموتيرتش 2025 والتي تهدف إلى خلق واقع استعماري إحلالي جديد في الضفة الفلسطينية والقدس، بحيث تصبح المدن والقرى الفلسطينية معزولة وتحت السيطرة الكاملة والعوز الدائم، الأمر الذي يعني سرقة 70 % من مساحة الضفة والقدس، لصالح بناء المستوطنات وزيادة عدد المستوطنين، وشق الطرق العنصرية التي تخدمهم، ما يجعل التواصل الجغرافي الفلسطيني بين المدن والقرى، وبين شمال الضفة ووسطها وجنوبها، مرهوناً بفتح البوابة وقرار الجندي على الحاجز العسكري.

لم يعد الأمر خفيا، فحكومة نتانياهو تجاهر كل يوم بمخططاتها، وتشرع بتنفيذها وهي توفر لها الموازنات وتسخر كل الإمكانيات، وتهيئ أعضاء حكومة ترامب القادمة لدعمها، من أجل فرض رؤيتها القائمة على التوسع والتمدد والقضم والطرد والتهجير، وإفراغ فلسطين من الشعب الفلسطيني لبسط احتلالها الكامل، وهذا يجعلنا نسأل ماذا نحن فاعلون؟بهاء رحال

كاتب فلسطينيالقدس الفلسطينية