المعلومات المسرّبة من واشنطن حول المحادثات الجارية بين الأميركيين والإسرائيليين لوقف النار في لبنان، لا توحي بكثير من التفاؤل، لأن الجانب الإسرائيلي مستمر في مناورات الكر والفر ديبلوماسياً تارة، وفي عمليات التصعيد على الأرض عسكرياً تارات أخرى، محاولاً فرض شروطه بصياغة الدولة المنتصرة على غريمتها المنهزمة.
ومن الواضح أن نتانياهو يكرر اللعب بسيناريو المفاوضات لوقف النار في غزة، على امتداد سنة كاملة، حيث كان يفاجئ الجميع، بمن فيهم الوفدان الإسرائيلي والأميركي، بدفعة جديدة من الشروط، تنسف كل ما يكون قد أحرزه المفاوضون من تقدم نحو صفقة وقف الحرب وتحرير الرهائن.
وفيما المصادر الأميركية تتحدَّث عن تقدم في وضع اتفاق وقف النار في لبنان، يعمد نتانياهو إلى عرقلة التوصل إلى وقف الحرب على لبنان، عبر اتباع تكتيكين موازيين. الأول ديبلوماسي، حيث رفع سقف شروطه إلى مستوى فرض رقابة عسكرية دائمة جوية وبحرية وبرية على المعابر اللبنانية، والثاني عسكري، عبر الغارات الجوية المكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، وتهديم عشرات الأبنية والمؤسسات التجارية فيها، بالتوازي مع الغارات الوحشية ضد المنازل والأحياء السكنية في مناطق بعلبك وصور والنبطية، وتهديم البيوت على رؤوس ساكنيها، من الأطفال والنساء.
هوكشتاين قادم إلى بيروت الأسبوع المقبل، حاملاً مشروع الاتفاق الأميركي ــ الإسرائيلي الذي لم يشارك لبنان في مناقشاته (!!)، ولكن من الأرجح أن يعود الموفد الأميركي خالي الوفاض من لبنان، إذا كان ثمة إصرار على إعطاء تل أبيب بند المراقبة الدائمة على الأجواء والأراضي اللبنانية.
وهذا يعني أن نتانياهو يكون قد نفذ خطته بإطالة أمد الحرب في لبنان، على نحو ما فعل في غزة طوال الأشهر الماضية.صلاح سلام
كاتب لبنانياللواء اللبنانية