الدوحة- قنا- وصف سعادة الدكتور تيدروس غيبرييسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الأوضاع في قطاع غزة بـ«الجحيم»، و«من أسوأ وأصعب الأوضاع في العالم»، مشيرا إلى معاناة 80 بالمائة من السكان من الإجلاء المستمر، في ظل انعدام أماكن آمنة تجنبهم العدوان الإسرائيلي المتواصل، ويجدون فيها ما يستلزم حياتهم الطبيعية.
وأبرز سعادته، في جلسة خاصة عقدت أمس ضمن فعاليات مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش 2024»، أن التقارير الأممية تصف الوضع هناك بأنه يشبه «نهاية العالم، ويزداد سوءا يوما بعد الآخر»، مشيرا إلى وجود أكثر من 43 ألف قتيل وعشرات الآلاف من المفقودين وأكثر من 150 ألف مصاب، وهي نسبة كبيرة جدا بالنظر إلى عدد السكان.
ودعا الدول الكبرى المؤثرة لأن تدفع للنقاش والتفاوض ووضع حل سياسي عاجل ينهي الحرب، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة أرسلت هذا المفهوم إلى الكيان الإسرائيلي مرارا وتكرارا، «حيث وجب عليه أن يفهم أنه من الأفضل حل هذا الصراع سلميا وبشكل مستدام».
وأكد تزايد استهداف عمال الإغاثة والقطاع الصحي في غزة والضفة الغربية، وفي أماكن أخرى من العالم تشهد حروبا ونزاعات، منبها إلى أن منظمة الصحة العالمية أصدرت تقريرا وتوصيات بضرورة حماية المنشآت الصحية، وألا تكون هدفا للقصف والتدمير نظرا لتزايد الحاجة إليها بشكل كبير مع تنامي أمد الحرب.
ولفت سعادة الدكتور تيدروس إلى أن 84 بالمئة من المنشآت الصحية في قطاع غزة خرجت عن الخدمة، وتعرضت للتدمير الكامل، بينما لا تزال النسبة الباقية تعمل بشكل جزئي، والاحتياجات إليها تتزايد يوما بعد الآخر، ما يمثل عقابا جماعيا هناك، حيث قال في هذا الصدد «نددنا مرارا وتكرارا بهذا الصراعات، ونوثق الجرائم بشكل مستمر، لكن يصعب التحقق من هذه الوقائع على الأرض، وبذلك يكون التوثيق غير مكتمل».
وعن الأوضاع في السودان، ذكر سعادة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أنه ذهب إلى هناك وللحدود مع تشاد، والتقى بالنازحين واللاجئين وتعرف على معاناتهم، مبينا أن 94 بالمئة منهم من النساء والأطفال بعد أن طالتهم الحرب ونهبت وهدّمت بيوتهم ومحاصيلهم ومواشيهم، حتى أصبحت كل أمانيهم البقاء على قيد الحياة.
وبيّن أن نصف السودانيين بحاجة للمساعدات الإنسانية، وربعهم نازحون، بما يؤثر سلبا على النساء والأطفال والعائلات بشكل عام، مشيرا إلى أن الفظائع في غزة والسودان وأوكرانيا وإثيوبيا تقود العالم إلى حرب نووية، «فما نراه هو صراعات يتم حلها بحروب إضافية»، مؤكدا أن الأسوأ لم يأتِ بعد.
واستعرض سعادة الدكتور تيدروس غيبرييسوس، في كلمته، جهود منظمة الصحة العالمية في مكافحة الفيروسات والأوبئة والأمراض في العالم وإدارتها والوقاية منها، ضاربا المثل بفيروس إيبولا الذي تمت محاصرته في الكونغو رغم الحرب الأهلية هناك وغيره من الأمراض الأخرى، ومؤكدا أن الاستثمار في منظمة الصحة العالمية هو استثمار في الدول الأعضاء، وأن مساعدات الدول للمنظمة يبقيها في مأمن.