دارت حلقة نقاشية جادة استضافتها جامعة جورجتاون في قطر، سلط فيها المشاركون، من باحثين وخبراء رياضيين دوليين الضوء على رحلة التحول التي شهدتها كرة السلة النسائية في جميع أنحاء العالم، مع التركيز بشكل خاص على التحديات والفرص الفريدة في منطقة الشرق الأوسط المتعلقة بهذه الرياضة.

وتضمنت الندوة حوارا مع الدكتورة ليندسي سارة كراسنوف، الأستاذ المساعد الأكلينيكي الزائر في معهد «تيش» للرياضة العالمية بجامعة نيويورك، وأسيل طفيلي، المرشحة لنيل درجة الدكتوراه التي تدرس الديناميات الاجتماعية والثقافية لكرة القدم النسائية في لبنان وفرنسا، وأدار الندوة د. دانييل رايش، زميل باحث زائر بجامعة جورجتاون في قطر. قدم المتحدثون معا وجهات نظر جديدة حول التأثير الثقافي والدبلوماسي والاجتماعي لكرة السلة النسائية.

واستند المتحدثون إلى مشروع بحثي لمركز الدراسات الدولية والإقليمية بجورجتاون في قطر بعنوان «اللعبة الأميركية في الشرق الأوسط: كأس العالم لكرة السلة في قطر 2027»، الذي يديره الدكتور دانيال رايش، وأسهموا برؤى نقدية حول الأهمية العالمية لكرة السلة النسائية.

وافتتحت الدكتورة ليندسي كراسنوف النقاش بإعادة النظر في دورة الألعاب الصيفية الأخيرة في باريس، حيث استحوذت كرة السلة النسائية على جمهور حطم الأرقام القياسية، حيث حققت زيادة 170 % في نسبة المشاهدات والإقبال مقارنة بالعام السابق، كما سلطت الضوء على أهمية كرة السلة خارج دول الغرب، وخاصة في السنغال، حيث كان المنتخب الوطني للسيدات قوة مهيمنة. وقالت: «بالنسبة للمديرة التنفيذية لاتحاد كرة السلة السنغالية أمادو جالو فال، فإن المنتخب الوطني للسيدات يمثل رمزا عميقا للفخر والهوية الوطنية».

أضافت أسيل الطفيلي طرح رؤى متجذرة في سياق منطقة الشرق الأوسط، موضحة بالتفصيل كيف حدت العوامل الثقافية والدينية تاريخيا من مشاركة المرأة في الرياضة. مشيرة إلى أن أول فريق كرة سلة نسائي في الشرق الأوسط تم تأسيسه فقط في أربعينيات القرن العشرين، أوضحت الطفيلي فجوة البنية التحتية مقارنة بالدول الغربية. ومع ذلك، أشارت إلى وسائل التواصل الاجتماعي كقوة دافعة للتغيير، تسمح للشابات في المنطقة برؤية نماذج يحتذى بها في الرياضة وتشجعهن على متابعة شغفهن. وأكدت الطفيلي أن زيادة الاستثمار في الرياضة النسائية على مستوى العالم، وخاصة في أميركا الشمالية، بدأت تؤثر بشكل إيجابي على الشرق الأوسط. وأشارت إلى أن «هذه الاستثمارات تتحدى القيود الراسخة وتلهم اللاعبين واللاعبات الطموحين في لبنان والأردن الذين تنافسوا في كرة السلة الجامعية الأميركية ويحلمون بتطوير الرياضة داخل الوطن».