+ A
A -
كان عبد الله بن عامر طفلاً صغيراً، ودَعَتْهُ أُمه ليأتي إليها فقالت: ها تعالَ أُعطيك!
والنبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جالسٌ عندهم فقال لها: «وما أردتِ أن تُعطيه»؟
قالت: أُعطيه تمراً.
فقال لها: «أما إنكِ لو لم تُعطهِ شيئاً كُتِبتْ عليكِ كذبة»!
كان الإسلام حريصاً على تربيةِ الأطفالِ تربية سوية، لينشأوا بعد ذلك جيلاً يحملُ أعباءَ الدعوةِ باقتدار، ففاقدُ الشيءِ لا يُعطيه، ولمَّا كان الأطفال هم المستقبل، حَرصَ الإسلامُ على التربيةِ الإيجابيةِ لضمان الغد، وكما يقول خُبراء التربية: تربيةُ شخصية طفل أسهل من علاج شخصية مُراهق! لهذا كانت التربية مُنذ نُعومة الأظفار!
ما يتفوَّهُ به الأهل للأطفال عند البكاء هزلاً كالوعد بإعطاءِ شيءٍ إن سكتَ، دون أن يُعطوه، أو التخويف بأشياء غريبة كأبي كيسٍ الذي يأخذُ الأطفال، أو أبي قدمٍ مسلوخةٍ الذي يُعاتب الأطفال الذين يبكون هو من الكذبِ أولاً، ومن هدمِ نفسياتِ الأطفالِ ثانياً!
الأولادُ زرعٌ وغِراسٌ، ونحن نهاية المطاف لا نحصد إلا ما نزرع!
عندما يتربَّى الطفل على الخوف فإنه يتعلَّم الكذب لينجو من العقاب!
وعندما يتربَّى على العُنف فإنه يتعلَّم القسوة وتنشأ فيه حاسة الانتقام!
وعندما يتربَّى على الكذب فإنه يفقدُ الثقةَ!
وعندما يتربَّى على الفوضى فإنه يتعلَّم الاستهتار!
وعندما يتربَّى على قِلةِ الاحترامِ والتقديرِ فإنه يعتاد الذل ويفقد الإحساس بالكرامة!
وعندما يتربَّى على الأنانية يتعلَّم الجشع!
الأطفالُ نباتٌ صغير، فانظروا كيف تزرعون نباتكم، وقد قال الشاعر:
إن الغصون إذا قوَّمتها اعتدلتْ
ولا يلينُ إذا قوَّمته الخشبُ
فلا تُضيِّعه صغيراً بسوء تربيتك، وبأجواء بيتِك المشحون بالعُنف الأُسري، والكذب، وقلة الاحترام ثم تأتيه كبيراً تُريدُ أن يَبِرَّكَ كما يَبِرُّ الأولادُ آباءهم وأمهاتهم!
جاءَ رجلٍ إلى عمر بن الخطاب يشكو إليه عقوق ابنه، فاستدعى عمر الابن وقال له: أما علمتَ أن لأبيك عليكَ حقاً؟
فقال: قد علمتُ يا أمير المؤمنين ولكن أليس لي حقٌ عليه؟
قال: بلى، حقك أن لا يختار لك أماً تُعيَّرُ بها، وأن يُسمِّيَك اسماً حسناً، وأن يُؤدِّبَك ويُربِّيَك!
فقال الابن: أما أبي فاختار أُمي من الإماء وأُمهات إخوتي من الحرائر، فهم يقولون لي يا ابن الأَمَة، وأسماني جُعلاً/اسم حشرة، وتركني للرعي فلا أحفظُ حديثاً ولا قرآناً!
فقال عمر للأب: لقد عَقَقْتَهُ قبل أن يعقَّك!بقلم: أدهم شرقاوي
والنبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جالسٌ عندهم فقال لها: «وما أردتِ أن تُعطيه»؟
قالت: أُعطيه تمراً.
فقال لها: «أما إنكِ لو لم تُعطهِ شيئاً كُتِبتْ عليكِ كذبة»!
كان الإسلام حريصاً على تربيةِ الأطفالِ تربية سوية، لينشأوا بعد ذلك جيلاً يحملُ أعباءَ الدعوةِ باقتدار، ففاقدُ الشيءِ لا يُعطيه، ولمَّا كان الأطفال هم المستقبل، حَرصَ الإسلامُ على التربيةِ الإيجابيةِ لضمان الغد، وكما يقول خُبراء التربية: تربيةُ شخصية طفل أسهل من علاج شخصية مُراهق! لهذا كانت التربية مُنذ نُعومة الأظفار!
ما يتفوَّهُ به الأهل للأطفال عند البكاء هزلاً كالوعد بإعطاءِ شيءٍ إن سكتَ، دون أن يُعطوه، أو التخويف بأشياء غريبة كأبي كيسٍ الذي يأخذُ الأطفال، أو أبي قدمٍ مسلوخةٍ الذي يُعاتب الأطفال الذين يبكون هو من الكذبِ أولاً، ومن هدمِ نفسياتِ الأطفالِ ثانياً!
الأولادُ زرعٌ وغِراسٌ، ونحن نهاية المطاف لا نحصد إلا ما نزرع!
عندما يتربَّى الطفل على الخوف فإنه يتعلَّم الكذب لينجو من العقاب!
وعندما يتربَّى على العُنف فإنه يتعلَّم القسوة وتنشأ فيه حاسة الانتقام!
وعندما يتربَّى على الكذب فإنه يفقدُ الثقةَ!
وعندما يتربَّى على الفوضى فإنه يتعلَّم الاستهتار!
وعندما يتربَّى على قِلةِ الاحترامِ والتقديرِ فإنه يعتاد الذل ويفقد الإحساس بالكرامة!
وعندما يتربَّى على الأنانية يتعلَّم الجشع!
الأطفالُ نباتٌ صغير، فانظروا كيف تزرعون نباتكم، وقد قال الشاعر:
إن الغصون إذا قوَّمتها اعتدلتْ
ولا يلينُ إذا قوَّمته الخشبُ
فلا تُضيِّعه صغيراً بسوء تربيتك، وبأجواء بيتِك المشحون بالعُنف الأُسري، والكذب، وقلة الاحترام ثم تأتيه كبيراً تُريدُ أن يَبِرَّكَ كما يَبِرُّ الأولادُ آباءهم وأمهاتهم!
جاءَ رجلٍ إلى عمر بن الخطاب يشكو إليه عقوق ابنه، فاستدعى عمر الابن وقال له: أما علمتَ أن لأبيك عليكَ حقاً؟
فقال: قد علمتُ يا أمير المؤمنين ولكن أليس لي حقٌ عليه؟
قال: بلى، حقك أن لا يختار لك أماً تُعيَّرُ بها، وأن يُسمِّيَك اسماً حسناً، وأن يُؤدِّبَك ويُربِّيَك!
فقال الابن: أما أبي فاختار أُمي من الإماء وأُمهات إخوتي من الحرائر، فهم يقولون لي يا ابن الأَمَة، وأسماني جُعلاً/اسم حشرة، وتركني للرعي فلا أحفظُ حديثاً ولا قرآناً!
فقال عمر للأب: لقد عَقَقْتَهُ قبل أن يعقَّك!بقلم: أدهم شرقاوي