+ A
A -

قتل «3» مسعفين وأصيب «4» في بلديتي برج رحال وكفر تبنيت جنوب لبنان، إثر استهدافين إسرائيليّين همجيّين لهم بشكل مباشر خلال عملهم الإنقاذي الميداني، بعد يوم واحد من استهداف غارة جوية إسرائيلية مكثفة مركزًا للدفاع المدني في مدينة بعلبك شرق لبنان، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر الدفاع المدني.

تتضمن اتفاقيات جنيف لعام «1949» وبروتوكولاتها الإضافية أهم القواعد التي تحد من وحشية الحرب، وهي تحمي، على وجه التحديد، الأشخاص الذين لا يشاركون في العمليات العدائية، ومنهم المدنيون والعاملون في مجال الصحة وعمال الإغاثة، والذين يعجزون عن المشاركة في الحرب، مثل الجنود الجرحى والمرضى والمنكوبين في البحار وأسرى الحرب، وتدعو الاتفاقيات وبروتوكولاتها إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع جميع الانتهاكات أو وضع حد لها، وهي تنص على قواعد صارمة للتعامل مع ما يعرف بـ «المخالفات الجسيمة»، وتدعو لملاحقة مرتكبي المخالفات الجسيمة ومحاكمتهم أو تسليمهم، أيا كانت جنسيتهم، وتقع اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية في صميم القانون الدولي الإنساني، وهو فرع القانون الدولي الذي ينظم سير النزاعات المسلحة ويسعى إلى الحد من آثارها.

ما رأيناه خلال اليومين الأخيرين فقط في لبنان هو أمر مروع، يختصر طبيعة الجريمة الوحشية التي ترتكبها إسرائيل في لبنان، والتي ما زالت تتوالى فصولا في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، والمذهل أن ما يحدث لم يقابل بأية ردة فعل دولية مؤثرة، وكأن انتهاك اتفاقيات جنيف أمر مقبول طالما كان الضحايا عرب، وهو أمر في غاية السوء والبشاعة وانعدام الضمير والأخلاق معا.

copy short url   نسخ
17/11/2024
60