توقع تقرير صادر عن مجموعة أشمور العالمية نمو الاقتصاد القطري بنسبة تتراوح بين 7 % و 8 % على المدى القصير مشيراً إلى أن ذلك يمثل تقديراً متحفظاً حيث تؤكد بعض التوقعات الاقتصادية أن معدلات النمو ستفوق ذلك بكثير، وذلك على وقع تنفيذ مشروع توسعة حقل الشمال وهو أكبر مشروع للغاز قيد الإنشاء في العالم ومن المرجح أن يبدأ إنتاج المرحلة الأولى للمشروع الذي تشرف على تنفيذه قطر للطاقة اعتبارا من عام 2026.
وستتم زيادة الطاقة الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنويا في الوقت الحاضر إلى 110 ملايين طن سنويا ، أما المرحلة الثانية لمشروع التوسعة فهي توسعة حقل الشمال الجنوبي، وتستهدف زيادة الإنتاج إلى 126 مليون طن سنويا بحلول العام 2027، وكذلك فإن هناك مرحلة ثالثة للمشروع وهي توسعة حقل الشمال الغربي والتي تزيد الطاقة الإنتاجية إلى 142 مليون طن سنويا قبل نهاية 2030.
وأكدت أشمور أن الغاز الطبيعي المسال يرسخ مكانتة وموثوقيته عالميا وسط نمو في الطلب عليه حيث إنه متعدد الاستخدامات ومتاح عند الطلب ومصدر أنظف للطاقة فيما قامت قطر للطاقة بتأمين حزمة من عقود طويلة الأجل لبيع الإنتاج المستقبلي لمراحل توسعة حقل الشمال الأمر الذي يعزز من مكانتها في قطاع الغاز المسال عالميا وفي هذا الإطار تتوقع وحدة إيكونوميست انتليجنس التابعة لمجلة الإيكونوميست البريطانية قفزة في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لدولة قطر بنسبة 6 % في عام 2026 مع بدء إنتاج المرحلة الأولى لتوسعة حقل الشمال على أن يتسارع زخم النمو لأكثر من الضعف وصولاً إلى 14 % بحلول عام 2027 مع بدء إنتاج المرحلة الثانية لتوسعة حقل الشمال وهو ما سيدفع إلى زيادة ايرادات النفط والغاز بواقع 82 مليار ريال إلى 242 مليار ريال قطري بحلول عام 2030.
وقالت مجموعة أشمور أن رؤية قطر الوطنية 2030 تركز على تعزيز التنويع الاقتصادي وقد تم إحراز تقدم كبير في هذا الإطار بما في ذلك استثمارات كبرى في البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية، فضلاً عن التدابير التي تم اتخاذها لتعزيز مناخ الاستثمار وبيئة الأعمال وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر. وحفز مونديال كأس العالم 2022 من تنويع الاقتصاد القطري فيما تشهد تدفقات السياحة الواردة إلى قطر نمواً قياسيا حيث تستهدف استراتيجية قطر للسياحة جذب 6 ملايين زائر بحلول عام 2030 مقارنة مع 4 ملايين زائر في عام 2023 وتُعد الزيادة بنسبة 63 % في عدد الركاب في مطار حمد الدولي منذ بدء عملياته التشغيلية في عام 2014 دليلاً على النجاح.
ومنذ إنشائه وبدء عملياته التشغيلية عام 2014، استمر المطار «قلب قطر النابض»، في توسعه الراسخ. إذ بلغ عدد المسافرين التراكمي حوالي 303 مليون مسافر، مما يعكس زيادة بنسبة 63 % في حجم أعداد المسافرين السنوي منذ بدء عملياته في عام 2014. وقد تم تصنيف مطار حمد الدولي ضمن أكثر مسارات الطيران ازدحاماً في العالم لعام 2023 وفقاً لتقرير كشفته الشركة البريطانية «OAG» المتخصصة في البيانات الخاصة بالرحلات الجوية.
وفي عام 2024 حققت دولة قطر مستوى قياسي جديد في استقطاب تدفقات الزوار بواقع 4 ملايين زائر خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري ما يعادل إجمالي عدد الزوار الذي تم تسجيله خلال العام 2023 بأكمله وبنسبة نمو 26 % على أساس سنوي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
يذكر أن جهاز قطر للاستثمار قام في مطلع 2024 بالإعلان عن إطلاق مبادرة لإدارة الأصول النشطة، وتوقيع أول شراكة مع مجموعة أشمور بي إل سي «أشمور» وتستهدف مبادرة جهاز قطر للاستثمار إقامة شراكات مع مديري الأصول الدولية الرائدة ذوي الخبرة في دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى شركات إدارة الأصول المحلية، ممن يستوفون جميع المتطلبات الاستثمارية الخاصة بالجهاز ويقوم جهاز قطر للاستثمار بدوره بتمويل الصناديق، التي يديرها هؤلاء الشركاء من خلال إعادة تخصيص الأسهم في بورصة قطر وقد تم الإعلان عن الشراكة الأولى مع شركة أشمور، الشركة المتخصصة في إدارة أصول الأسواق الناشئة، لتأسيس صندوق أشمور للأسهم القطرية.
و يمنح صندوق الاستثمار المشترك للأسهم العامة، الذي يتم التداول به يوميا، والمتاح للمؤسسات الدولية والمحلية لرأس المال الاستثماري الأجنبي، طريقا للتعرف على الاقتصاد القطري سريع النمو. كما يوفر للمستثمرين القطريين إمكانية الوصول إلى خبرات (أشمور) الرائدة في مجال الاستثمار في الأسهم وتم إطلاق صندوق أشمور للأسهم القطرية وبإدارته ما يقرب من 200 مليون دولار أميركي، فيما يعمل جهاز قطر للاستثمار كمستثمر رئيسي.