رهان الجماعات المتطرفة وحكومة نتانياهو على الرئيس ترامب بعد انتخابه، وما تم الكشف عنه من خطط قضم وضم وتهويد في الضفة والقدس، في خرائط استيطانية تم إعدادها وفق عقيدة الاحتلال، حيث تنسجم مع مخططات الجنرالات في غزة، وتتلاقى في رسم خريطة جديدة تقوم على التطهير العرقي وطرد الناس من أرضهم ووطنهم وبيوتهم، وفرض سياسة الأمر الواقع في ظل غياب الضمير والصوت الدولي، وتقاعس الهيئات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن الذي تصطدم قراراته بالفيتو الأميركي. إن سعي الاحتلال الدائم لقرصنة الأرض وضمها، لم يقتصر على عودة ترامب بل إنها سياسة قديمة جديدة، تتبعها كل حكومات الاحتلال مستفيدة من الغطاء الأميركي سواء كان جمهوريًا أو ديمقراطيًا، ومستعينة بكل حلفائها في العالم. مرحلة خطيرة وانحياز غير مسبوق، وموافقة ضمنية على استمرار عمليات الإبادة، واستهداف لكل مكونات الشعب الفلسطيني، سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، في مساعيهم لخلق واقع بائس غير قادر ولا قابل للحياة، وتضييق كل سبل العيش وغياب ملامح الحلول وضبابية الحالة التي يعيشها الفلسطيني، بينما تتنامى قوى التطرف والإرهاب الصهيوني الذي لا يأبه بقرارات الشرعية الدولية، في ظل غياب تام لكل المؤسسات الدولية وتقاعسها عن أداء مهامها، وارتهان غالبية الدول للقرار الأميركي المنحاز والمتواطئ مع الاحتلال. إن الواقع المعقد بفعل الاحتلال وسياساته، وغياب الدور الدولي والإقليمي عن طرح خطط للسلام، والتسوية وفق الشرعية الدولية لتحقيق الاستقرار، وتراجع قوى اليسار والوسط داخل إسرائيل، وانحياز الإدارات الأميركية لجهة اليمين ودعم فرض رؤيا التطرف والإرهاب، المتمثلة بالضم والقضم والطرد والتهجير والتطهير العرقي، سيؤدي إلى انفجار المنطقة برمتها.
خطط التهويد وعودة ترامب
- 17/11/2024
- /
- آراء و قضايا
من قريب
+ A
A -