اختتمت فعاليات قمة الويب لشبونة 2024، أضخم حدث تكنولوجي في العالم، بمشاركة أكثر من 71 ألفاً من مؤسسي الشركات والمستثمرين ورواد الأعمال والقطاع التكنولوجي من أنحاء العالم.
وشهد الحدث العالمي مشاركة وفد قطري رفيع المستوى، برئاسة الشيخ جاسم بن منصور بن جبر آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي، ورئيس اللجنة الدائمة لاستضافة قمة الويب، في إطار الاستعدادات لاستضافة قمة الويب قطر 2025. وضم الوفد متحدثين وممثلين عن عدد من الجهات الحكومية وشبه الحكومية، بالإضافة إلى نخبة من رواد الأعمال والشركات الناشئة في قطر.
وتضمنت الجهات المشاركة وزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وجهاز قطر للاستثمار، ووكالة ترويج الاستثمار، وهيئة المناطق الحرة – قطر، وبنك قطر للتنمية، وقطر للسياحة، وزوروا قطر Visit Qatar، بجانب مركز قطر للمال، والمدينة الإعلامية قطر، ومركز قطر للبحوث والتطوير والابتكار، والشركة القطرية لحلول القوى البشرية «جسور».
واستقطب جناح دولة قطر آلاف المشاركين في قمة لشبونة، للتعرف على ما تقدمه الدولة لرواد الأعمال والمستثمرين من فرص واعدة وبنية تحتية عالمية المستوى. كما شهد الجناح الإعلان عن أول دفعة من الشركات الناشئة المختارة ضمن برنامج «ابدأ من قطر» وتضم 11 شركة من أصل 2000 شركة تقدمت للبرنامج، حيث عرضت أربع شركات منها تجاربها وإنجازاتها أمام الحضور في القمة. وشارك عدد من المتحدثين القطريين في مناقشات قمة الويب لشبونة، برؤى ملهمة حول الابتكار الرقمي، وريادة الأعمال، والتميز السياحي، والذكاء الاصطناعي في منظومات الأعمال، وفرص الاستثمار في دولة قطر، ومستقبل الابتكار في العالم، والثقافات المؤسسية الناجحة، ما يعكس التزام الدولة ببناء مستقبل قائم على التكنولوجيا والمعرفة وترسيخ مكانتها كوجهة رائدة في شتى القطاعات الاقتصادية الرئيسية.
وفي جلسة حوارية بعنوان «المحطة التالية: قمة الويب قطر»، أكد الشيخ جاسم بن منصور بن جبر آل ثاني، أن النسخة الأولى من قمة الويب في قطر حققت نجاحات مبهرة، من أبرزها إعلان معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عن استثمارات بقيمة مليار دولار، ما يؤكد التزام الدولة بتوفير بيئة مثالية للشركات الناشئة، وقال: «نجحنا في جذب العديد من الشركات الناشئة إلى الدوحة، وإلقاء الضوء على ما تزخر به بلادنا من إمكانات واعدة، ونحن متفائلون بمزيد من النتائج الإيجابية خلال استضافتنا للنسخة الثانية من القمة في فبراير المقبل.»
وأضاف: «استفادت الشركات الناشئة المختارة من تمويل بنحو 12 مليون دولار، ضمن برنامج «ابدأ من قطر» الذي جرى إطلاقه خلال قمة الويب قطر مطلع العام الجاري. لقد أسهمت أول نسخة من قمة الويب في الشرق الأوسط وأفريقيا في أن نصبح مركزاً للابتكار والتكنولوجيا بالمنطقة، وقد أكد 95 % من المشاركين في القمة تطلعهم للمشاركة في قمة العام المقبل، كما أعرب ثلثا المشاركين عن رغبتهم في الانتقال إلى الدوحة. ويسعدني أن أرحب بالجميع للمشاركة معنا في نسخة استثنائية أخرى من قمة الويب قطر في فبراير المقبل». وفي الجلسة الحوارية ذاتها، قال السيد بادي كوسغريف، المؤسس والرئيس التنفيذي لقمة الويب: «إن النسخة الأولى من قمة الويب قطر كانت مميزة، ونتطلع في نسخة العام المقبل إلى تسجيل أرقام أكبر من المشاركين مقارنة بالنسخة الماضية، وذلك في ضوء تزايد طلبات المشاركة من دول الشرق الأوسط والهند وأفريقيا وأميركا الشمالية وأوروبا».
وأضاف: «يعكس نجاح قمة الويب قطر الأجواء المثالية والإمكانات المحفزة والداعمة لأداء الأعمال في الدولة، حيث تعرّف المشاركون على الفرص الاستثمارية الواعدة في البلاد، ولا شك أن استضافة الحدث في قطر تعزز الطموحات الوطنية، وتؤكد على الأهمية العالمية للقمة، خاصة أنها تقام وسط سوق استراتيجي يضم نحو نصف مليار شخص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما من شأنه تعزيز مكانة الدولة كمركز رائد للتكنولوجيا والابتكار في المنطقة. وتعد قمة الويب في قطر أفضل ملتقى سنوي بين الشركات الرئيسية المؤثرة بالمنطقة والعالم، وهو ما يجعل المشاركة في هذه القمة فرصة قيّمة».
وتؤكد مشاركة دولة قطر في قمة الويب لشبونة 2024 التزامها بتعزيز الابتكار وتحفيز التطور التكنولوجي، تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة. وتسعى الدولة، من خلال دعم بيئة ريادة الأعمال والشركات الناشئة، إلى إرساء أسس مستقبل مزدهر للأجيال القادمة، وتعزيز دور التكنولوجيا في دفع مسيرة التنمية الشاملة في البلاد.