+ A
A -
كتب– أكرم الفرجابي
تشهد محلات الخياطة، وبيع المستلزمات الرجالية، إقبالاً كبيراً هذه الأيام، حيث يحرص المواطنون والمقيمون، على تفصيل «ثوب العيد»، فقد بدأت محلات الخياطة في سوق العلي بالدوحة، الاستعدادات لموسم عيد الأضحى المبارك، بتوفير كافة الأقمشة والمستلزمات التي يقبل على شرائها المستهلكون.
ورصدت الوطن خلال جولة ميدانية، ثبات أسعار التفصيل بالسوق، فلم تشهد أي تغييرات حتى الآن، حيث تبدأ من (35) ريالاً لثياب الأطفال، وتصل إلى (50) ريالاً لثياب الكبار، كما أن قيمة التفصيل المخصوص محددة بـ (80) ريالاً والتي يطلب فيها الزبون بعض الإضافات على «الكبك» و«الياقة» والجيب الأمامي، في حين أن سعر الثوب الواحد يتراوح دائماً ما بين (70) و(150) ريالاً على حسب الحجم ونوع القماش المستخدم في التفصيل.
الإقبال متزايد
وأكد عدد من أصحاب محلات الخياطة، أن الإقبال متزايد خلال هذه الفترة لتفصيل الثياب، ولا يوجد أي مشكلة في توفير السلع والأقمشة المناسبة للزبائن، باعتبار أن جميع الأقمشة يتم استيرادها من دول صديقة غير دول الحصار، لافتين إلى أن معظم الزبائن يفضلون (3) أنواع من الأقمشة وهي الشكيبو والتييبو واللكزس.
وأشار أحد الباعة في حديثه لـ الوطن إلى أن أسعار تفصيل الثياب ثابتة، ولم تتغير بعد فرض الحصار الجائر على قطر، لافتاً إلى أن كل ما يحتاجه المواطنون والمقيمون، من أنواع الأقمشة الممتازة متوفرة في السوق القطري، ولدى كافة محلات الخياطة الرجالية بسوق العلي، موضحاً أنهم يقومون باستيراد الأقمشة، من الصين واليابان وبعض الدول الأخرى المصنعة للأقمشة بجودة عالية، في الوقت الذي يحرصون فيه على تقديم أفضل الخدمات للزبون، فكلما وجد الزبون ما يريده من تفصيل جيد وعمل متقن، يعود ليشتري ويفصل من المحل نفسه، وبالتالي تنشأ علاقة ثقة بينهما، الأمر الذي يجعله يفصل عنده أكبر عدد من الثياب دفعة واحدة، ولا يكلف نفسه عناء البحث عن ترزي آخر طالما أنه وجد ما يريد، مشيراً إلى أن «طاقة» القماش الواحدة تكفي لنحو (6) ثياب كبيرة أو (7) ثياب متوسطة على حسب مقاس الشخص.
مواسم الخياطة
ويشير عدد من أصحاب المحلات إلى أن هذه الفترة من كل عام تشهد إقبالاً منقطع النظير على محلات الخياطة، لافتين إلى أن الخياطة بالنسبة لهم، تنقسم إلى عدة مواسم، ففي العادة يكون موسم العودة للمدارس، أحد المواسم المهمة للغاية، حيث تكثر فيه طلبات طلاب المدارس، الذين يريدون استقبال عامهم الدراسي الجديد بأثواب جديدة، ولكن موسم الأعياد مختلف تماماً فهو الأكثر ازدحاماً، خاصةً موسم عيد الأضحى المبارك، الأمر الذي يجعلهم متلهفين لاستقبال طلبات الزبائن منذ وقت مبكر، وأوضحوا أن هناك زبائن معتمدين لدى محلات الخياطة، كل الذي يقومون به هو إجراء اتصال هاتفي، حيث تكون مقاساتهم محفوظة في أجهزة الحاسوب، وكل ما يحدث هو أن يأخذ الخياط المقاسات ويقوم بإعداد الثوب المطلوب.
فرق الأسعار
وحول فرق أسعار تفصيل الأثواب ومستلزماتها، بين هذه السنة والسنوات الماضية، يقول أصحاب محلات الخياطة إن الأسعار ثابتة بصورة واضحة، وإن هناك استقراراً كبيراً في سوق الخياطة، أرجعوه إلى الطلبيات المتواصلة وعدم ارتفاع أسعار الأقمشة، وكذلك الثبات على الأشكال، حيث إن الجميع يريد ثوبه بنفس الشكل وهو ما يجعل الخياط يعمل بصورة عادية دون الحاجة إلى إدخال أدوات حديثة من أجل تغيير التصميم العام للثوب، مؤكدين أن مواسم الأعياد هي الأميز بالنسبة لهم، من ناحية كثافة الطلبات، لافتين إلى أن محلات الخياطة تعمل بأكثر من طاقتها القصوى خلال هذه الفترة من العام، حتى تقوم بتلبية احتياجات السوق، ففي هذا الموسم لا يكون تفصيل الأثواب مقتصرا على المواطنين فقط، بل هناك الكثير من المقيمين الذين يقومون بتفصيل أثواب جديدة لهم وخاصة الجالية السودانية، وهو ما جعل الكثير من الخياطين يتعلمون تفصيل الثوب السوداني وهذا نوع من أنواع التوسع في سوق العمل.
طلبات الزبائن
من جانبهم، قال عدد من الزبائن إن من مميزات محل الأقمشة والخياطة الجيد، هو الذي تجد فيه كل ما تريد دون أن تذهب لمكان آخر، بمعنى أن تجد القماش والترزي وصانع العقالات، وهي مميزات رئيسية لأي محل لجلب المزيد من الزبائن بالإضافة لجودة المنتج والتعامل الجيد والأسعار المعقولة، ففي سوق العلي تعمل محلات الخياطة كخلية نحل مستمرة لتلبية طلبات الزبائن من مختلف الأعمار، الأمر الذي يرفع نجم تجار الأقمشة ومحلات الخياطة في هذه الأيام، أما في سوق واقف فالإقبال أكبر على محلات الخياطة وبيع الأقمشة، وكذلك شراء المستلزمات الرجالية بأنواعها، مثل الغترة والعقال وغيره، ومقارنة بالأسواق والمحلات الخارجية، فيرى عدد من المواطنين والمقيمين أن أسعار سوق واقف وسوق العلي الأفضل، إذ إن عددا كبيرا من محلات الخياطة الرجالية، وكذلك المحال المخصصة في بيع المستلزمات الرجالية، الواقعة في المناطق الخارجية، أو على الشوارع التجارية، تستغل اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك وموسم المدارس، برفع الأسعار لتصل إلى أعلى مستوياتها، معتبرين أن هذه الأيام موسماً لابد من استغلاله في تحقيق أعلى معدلات الربح.
حركة السوق
ويلحظ الراصد لحركة السوق، أن الأمر لا يقتصر على تفصيل الأثواب فقط، باعتبار أن كل ثوب لابد أن تكون لديه اكسسوارات مكملة له، فهناك الساعات والعطور والغترات وكل هذه الأشياء تدخل في تجهيزات العيد، فحينما يدخل الأب أو الشاب إلى المحل لا يبحث عن تفصيل الثوب فقط، بل يقوم بشراء العديد من الأشياء المكملة، وفي بعض الأحيان يبحث الشباب عن الاكسسوارات بمفردها، حيث يكون لديهم العديد من الأثواب والتي تجعلهم لا يأتون لتفصيل أثواب جديدة، بل يكتفون بتجديد الاكسسوارات الخاصة بالأثواب لكي تبدو كالجديدة، ويبين أصحاب المحلات أن الخامات المستخدمة لتفصيل الثياب القطرية كلها تأتي من دول آسيوية، أما بالنسبة للزينة الخاصة بالثياب، كالأزرار المعدنية والأقلام، فتأتي من الصين ودول أخرى، وعادة ما يشهد سوق العلي قبل قدوم الأعياد إقبالا كبيرا من المواطنين والمقيمين لتفصيل الأثواب في أجواء من الفرحة والاحتفالات، حيث تصطحب الأسر أبناءها إلى الخياطين لتجهيز الأثواب ويكون لدى الجميع أنواع مختلفة من الأقمشة للاختيار من بينها.
الثياب الجديدة
ويحرص الكثير من المواطنين والمقيمين، على تفصيل الثياب الجديدة لكل عيد ومناسبة إسلامية ووطنية، مشيرين إلى أن العادة جرت بأن تفصيل الثياب الجديدة يعطي شعوراً بالبهجة والفرحة لاستقبال تلك المناسبات الكريمة، ولفتوا إلى الذهاب المبكر للسوق يتيح القدرة على اختيار الأقمشة المناسبة، كما أن طلبات التصميم وغيرها تكون بمتناول اليد، بينما التأخر في الحصول على الثوب، يجعل الخيارات محصورة ببعض أنواع الأقمشة غير المرغوبة، خاصةً مع اعتياد المواطنين على الأقمشة التي تمتاز بانسيابيتها ومتانتها فإن الأقمشة اليابانية تتصدر أنواع الأقمشة الأخرى في طلبات التصميم وبكميات كبيرة، كما أن اختيار الأقمشة الذي يقع على عاتق الزبائن يشارك فيه أيضاً الخياطون، حيث إن هناك بعض الأقمشة الجديدة المناسبة لحرارة الصيف مثل «نيو لكزس» و«كيوبو» و«شيكوبو» و«تتركس» وغيرها من الأقمشة الجديدة التي تعتبر الأكثر طلباً من بين أنواع الأقمشة الأخرى.
copy short url   نسخ
07/08/2018
6101