نشر باحثون من وايل كورنيل للطب - قطر دراسة استقصائية حول دراية الطلاب الجامعيين في قطر بعدوى فيروس «الورم الحليمي البشري» (HPV) ولقاحه ومواقفهم إزاء ذلك.

واستعان فريق الباحثين، الذي ضمّ أعضاء من قسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب - قطر وأربعة طلاب طب، بما بمجموعه 398 طالباً وطالبة من سبع جامعات في المدينة التعليمية لاستكمال استبيانات لتحديد معرفتهم بالفيروس ولقاحه وتصوراتهم لهما ومواقفهم تجاههما. وهذا الفيروس ينتشر على نطاق واسع ويُعدّ أحد عوامل الاختطار المعروفة للإصابة بأنواع مختلفة من السرطان بما في ذلك سرطان عنق الرحم، ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء على مستوى العالم.

ووجدت الدراسة أن 89 طالباً وطالبة من المشاركين في الاستبيانات لديهم معرفة ضئيلة بفيروس الورم الحليمي البشري (22.4 %)، وأن 220 طالباً وطالبة (55.3 %) لديهم بعض المعرفة به، وأن 89 طالباً وطالبة (22.4 %) لديهم معرفة جيدة عنه. وقال 25 منهم فقط (6.3 %) إنهم تلقّوا لقاح فيروس الورم الحليمي البشري. ومع ذلك، قال 71 % من الطلاب غير الملقّحين إنهم مستعدون لتلقّي اللقاح إذا ما أوصى بذلك مقدّم الرعاية الصحية.

وفي حين أن معظم حالات عدوى فيروس الورم الحليمي البشري غير مصحوبة بأعراض، و80 % من حالات العدوى تشفى في غضون عام، فإن العديد من أنماط فيروس الورم الحليمي البشري تشكّل عوامل اختطار جدّية للإصابة بالسرطان.نُشرت الدراسة في الدورية العلمية المتخصصة BMC Public Health، وأسهمَ فيها كل من الدكتورة سهيلة شيما الأستاذ المشارك لعلوم الصحة السكانية الإكلينيكية والعميد المساعد لقسم الصحة السكانية، الدكتور رافيندر مامتاني أستاذ علوم الصحة السكانية وأستاذ الطب (مركز الصحة العالمية) ونائب العميد للصحة السكانية وطب نمط الحياة، الدكتورة كريمة شعابنة مديرة بحوث الصحة السكانية في قسم الصحة السكانية، الدكتور أميت أبراهام المدير المساعد لقسم الصحة السكانية، السيدة أنوباما جيتيش منسقة المشاريع في قسم الصحة السكانية، والطلاب ريم الجناحي، شوناك ساركر، عذبة حسين وشرينيدي راو.

وتشير الدراسة إلى أنه على الرغم من المحدودية النسبية للبيانات المتاحة، فإن انتشار فيروس الورم الحليمي البشري على المستوى الإقليمي يقدّر بنحو 81 %، مع تسجيل أدنى المعدلات في البحرين والكويت وعُمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى اليمن. وتُبرز الدراسة أيضاً إمكانية الوقاية من عدوى فيروس الورم الحليمي البشري بتلقّي اللقاح اللازم.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة شيما: «فيروس الورم الحليمي البشري منتشر ويمكن أن يشكّل عامل اختطار للإصابة بالسرطان، ونعتقد أن هذه الدراسة قد أبرزت الحاجة إلى تحسين الوعي بفيروس الورم الحليمي البشري بين أوساط الشباب، والتفكير في تدخلات الصحة العامة المناسبة مثل دمج لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري في جدول التطعيم للأطفال والتشجيع على تلقّي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري بشكل عام».

وفي السياق نفسه، قال الدكتور مامتاني: «التحصين ضد فيروس الورم الحليمي البشري وسيلة فعّالة للغاية للحدّ من المخاطر الصحية التي يشكّلها الفيروس، وتمثّل الجهود المبذولة لتحسين الثقافة الصحية عن فيروس الورم الحليمي البشري - وخاصة بين الشباب - أحد التدابير الوقائية المعقولة. ونحن ممتنون للطلاب الذين أسهموا في هذه الدراسة الاستقصائية على عملهم الجادّ وتفانيهم، ورغبتهم في زيادة الوعي بفيروس الورم الحليمي البشري بين أقرانهم وفي المجتمع الأوسع».