كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم جالساً مع أصحابه في المسجد فقال لهم: يطلعُ عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة!
فدخلَ رجلٌ من الأنصارِ تقطرُ لحيته ماءً من أثر الوضوء.
فلما كان الغد، قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: يطلعُ عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة!
فدخلَ الأنصاريُّ ذاته الذي دخل في اليوم الأول.
ولما كان اليوم الثالث، قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: يطلعُ عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة!
فإدا بالأنصاري نفسه يدخلُ المسجد!
فلما انفضَّ المجلس، قامَ عبدُ الله بن عمرو بن العاص إلى الأنصاريِّ وقال له:
لقد تخاصمتُ مع أبي، وأقسمتُ أن لا أدخلَ عليه ثلاثة أيام، فإن رأيتَ أن تستضيفني عندكَ حتى تمضي هذه الأيام!
فقال له: أهلاً ومرحباً.
فمكثَ عنده عبد الله ثلاثة أيام فلم يَرَهُ يقوم من الليل شيئاً، وليس له في النهار زيادة عبادات عما كان يفعله الصحابة، غير أنه إذا استيقظَ في الليلِ ذكرَ الله في فِراشه حتى يُؤذِّن المُؤذِّن لصلاةِ الفجر فيقوم فيُصلِّي!
ولمَّا انقضتْ الأيام الثلاثة، وكادَ عبد الله يستصغرَ عمل الأنصاري، قال له: لم يكُنْ بيني وبين أبي هجرٌ ولا خُصومة، غير أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال ثلاث مرات يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة، فكنتَ أنتَ في الثلاث، فأردتُ أن أعرفَ ما تفعل حتى نلتها!
فقال الأنصاريُّ: ما هو إلا ما رأيتَ، غير أني لا أجدُ في نفسي لأحدٍ من المُسلمين غِشاً، ولا أحسِدُ أحداً على خير أعطاه الله إياه!
فقال له عبد الله: هذه التي بلغتْ بكَ وهي التي لا نُطِيقُ!
أَصْلِحْ قلبكَ ثم لا يَضُركَ أنكَ لم تقُم إلا بالفرائض، فما يُؤتى الناس إلا من خراب قلوبهم!
لا أجدُ في نفسي غِشاً لأحدٍ من المُسلمين: صِدقٌ في المِعاملةِ، وصِدقٌ في البيعِ، وصِدقٌ في الشراء، وصِدقٌ في المشورةِ، وصِدقٌ في النصيحةِ، وفي الحديثِ «من غشنا فليس منا»!
ولا أحسدُ أحداً على خير أعطاه الله إياه: شرُّ ما مُلِئ به القلبُ بعد الشِرك هو الحسد، والحسد أول ذنبٍ عُصيَ الله به في السَّماء، فما حملَ إبليس على كرهِ آدم عليه السَّلام ثم عدمِ الامتثالِ لأمر الله سُبحانه بالسجود إلا الحسد، حين ظنَّ أنه خيرٌ من آدم عليه السَّلام، وأوْلى بهذه المكانة منه! اِقنعْ بما قسمَ الله لكَ تكُنْ أغنى الناس، ولا تنظُرْ إلى ما في يدِ غيرك، لأنكَ إن فعلتَ فلن تجدَ وقتاً لتحمدَ اللهَ على ما أعطاكَ، وفي الحديث «إياكم والحسد، فإن الحسد يأكلُ الحسنات كما تأكلُ النارُ الحطب»!بقلم: أدهم شرقاوي
فدخلَ رجلٌ من الأنصارِ تقطرُ لحيته ماءً من أثر الوضوء.
فلما كان الغد، قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: يطلعُ عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة!
فدخلَ الأنصاريُّ ذاته الذي دخل في اليوم الأول.
ولما كان اليوم الثالث، قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: يطلعُ عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة!
فإدا بالأنصاري نفسه يدخلُ المسجد!
فلما انفضَّ المجلس، قامَ عبدُ الله بن عمرو بن العاص إلى الأنصاريِّ وقال له:
لقد تخاصمتُ مع أبي، وأقسمتُ أن لا أدخلَ عليه ثلاثة أيام، فإن رأيتَ أن تستضيفني عندكَ حتى تمضي هذه الأيام!
فقال له: أهلاً ومرحباً.
فمكثَ عنده عبد الله ثلاثة أيام فلم يَرَهُ يقوم من الليل شيئاً، وليس له في النهار زيادة عبادات عما كان يفعله الصحابة، غير أنه إذا استيقظَ في الليلِ ذكرَ الله في فِراشه حتى يُؤذِّن المُؤذِّن لصلاةِ الفجر فيقوم فيُصلِّي!
ولمَّا انقضتْ الأيام الثلاثة، وكادَ عبد الله يستصغرَ عمل الأنصاري، قال له: لم يكُنْ بيني وبين أبي هجرٌ ولا خُصومة، غير أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال ثلاث مرات يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة، فكنتَ أنتَ في الثلاث، فأردتُ أن أعرفَ ما تفعل حتى نلتها!
فقال الأنصاريُّ: ما هو إلا ما رأيتَ، غير أني لا أجدُ في نفسي لأحدٍ من المُسلمين غِشاً، ولا أحسِدُ أحداً على خير أعطاه الله إياه!
فقال له عبد الله: هذه التي بلغتْ بكَ وهي التي لا نُطِيقُ!
أَصْلِحْ قلبكَ ثم لا يَضُركَ أنكَ لم تقُم إلا بالفرائض، فما يُؤتى الناس إلا من خراب قلوبهم!
لا أجدُ في نفسي غِشاً لأحدٍ من المُسلمين: صِدقٌ في المِعاملةِ، وصِدقٌ في البيعِ، وصِدقٌ في الشراء، وصِدقٌ في المشورةِ، وصِدقٌ في النصيحةِ، وفي الحديثِ «من غشنا فليس منا»!
ولا أحسدُ أحداً على خير أعطاه الله إياه: شرُّ ما مُلِئ به القلبُ بعد الشِرك هو الحسد، والحسد أول ذنبٍ عُصيَ الله به في السَّماء، فما حملَ إبليس على كرهِ آدم عليه السَّلام ثم عدمِ الامتثالِ لأمر الله سُبحانه بالسجود إلا الحسد، حين ظنَّ أنه خيرٌ من آدم عليه السَّلام، وأوْلى بهذه المكانة منه! اِقنعْ بما قسمَ الله لكَ تكُنْ أغنى الناس، ولا تنظُرْ إلى ما في يدِ غيرك، لأنكَ إن فعلتَ فلن تجدَ وقتاً لتحمدَ اللهَ على ما أعطاكَ، وفي الحديث «إياكم والحسد، فإن الحسد يأكلُ الحسنات كما تأكلُ النارُ الحطب»!بقلم: أدهم شرقاوي