اشتهر هذا الوصف في إحدى دول البلقان، وله أصل (سجن الزوجية) أو (قفص الزوجية) وضع لمساعدة الأزواج العازمين على الطلاق، والذين باتت علاقتهما على شفا الانهيار، يدخلونهم أروقة هذا القفص أو السجن وهو عبارة عن مبنى بعيد وسط البحر لإبعادهم عن العالم الخارجي لمدة قد تصل إلى ستة أسابيع، أملا في أن يتسنى لهم من خلال هذه العزلة تسوية مشكلاتهم وتفادي الطلاق - شبيه بالحجر والتباعد الاجتماعي الذي نعيشه اليوم الذي شكّل طريقة فعّالة للسلامة – وهو كذلك بالنسبة للحفاظ على كيان الأسرة، من التشرذم وفرصة لحل الخلافات بين الأزواج، والنظر في ما إذا كان بمقدورهم حل خلافاتهم بشكل توافقي عن قرب وبشكل مباشر، دون أن تتفرق بهم السبل، بعيداً عن أعين المفسدين والمفسدات، والمخربين والمخربات، والحاقدين والحاقدات
والناعقين والناعقات، وأما إذا ما قرر الزوجان الطلاق بعد قضاء هذه الأسابيع الطويلة، فإنه يحق لهما ذلك ويقع. سجن الزوجية أو قفص الزوجية قديماً أهدافه كانت خيّرة نبيلة للتوفيق بين الأحبة، الزوج وحبه، زوجته وشريكته وأم عياله، حتى لا تتقطع بهما السبل، ويشمت بهما الأعداء، أما (سجن الزوجية) اليوم في بيئاتنا العربية فيختلف شكلاً ومضموناً، فالعش الجميل يتحول إلى غش عظيم، عندما تسقط الأقنعة بالمعايشة، ويبدأ الصدام، وينهار السلام، وتتحول الآمال إلى آلام، والمنح إلى محن، فيسود النكد وسلاطة اللسان، وترتفع وتيرة الحنة والمنة والزنة والرنة، وتصل العلاقة إلى الطلاق العاطفي، والتعب النفسي، والمشاعر المكسورة، عندما يسود التملك والغيرة غير المنطقية، والأنانية، والتفتيش والشك في الزوج، أو الزوجة وقلة الاحترام، والندية (ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه وأهله)، البعض تحمل أطناناً من الكبت، والهم، والقهر، وهناك من قتلت عنده المشاعر والأحاسيس، بسبب الإهمال والنسيان، صاروا يتنفسون الحزن، بوجوه شاحبة، ولا يلمسون إلا الشوك والحنظل، البعض تحول إلى «برستيج اجتماعي» وبطاقة «ATM» ليس إلا، للطلبات والكماليات، وهو في آخر الاهتمامات، هنا يتحول «العش الجميل» إلى سجن وقفص ملعون لعين، يصيح فيه السجين ويستغيث: لا أريدك أن تخنقيني، وتقتليني، وتشوهيني، وتصعلكيني، ولا تنفيني ولا تفنيني، لا أريد أن أعيش في جلبابك، أريد أن أعيش، أريد أن أتنفس، خارج السجن، وكالطير خارج القفص، نسأل الله النجاة والسلامة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
Marased3@hotmail.com