أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة (BMJ Public Health) فعالية أداة فحص مخاطر الإصابة بمقدمات السكري في قطر (PRISQ) في بيئة سريرية واقعية،
وأجريت الدراسة بقيادة الدكتور عبد الإله الرضواني، عالم أول في مركز بحوث السكري في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، والدكتورة حليمـة بن إسماعيل، عالم رئيسي في مجال المعلومات الحيوية والرعاية الصحية الدقيقة في مركز قطر لبحوث الحوسبة، حيث يتبع كلا المعهدين جامعة حمد بن خليفة، وأظهرت النتائج الإمكانيات الكبيرة لهذه الأداة في دعم جهود الوقاية من السكري في قطر.
وتمثل مقدمات السكري مشكلة صحية خطيرة تؤثر على حوالي 25 % من البالغين في قطر، وتحدث عندما تكون مستويات الجلوكوز في الدم أعلى من المعدل الطبيعي، ولكن ليس بما يكفي لتصل إلى مستوى التشخيص بمرض السكري من النوع الثاني. وتُعد مقدمات السكري من أبرز العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حيث يتطور هذا المرض لدى 5 % إلى 10 % من الأفراد سنويا.
وتعاون الدكتور عبد الإله الرضواني في هذه الدراسة مع الدكتور محمد سيد، مدير قسم الأبحاث الإكلينيكية في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بالإنابة، وشملت الدراسة 1,021 مشاركا من ثلاثة مراكز صحية تابعة للمؤسسة، حيث قام الباحثون بتقييم عدة عوامل لا تحتاج تدخلا جراحيا، مثل العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر وضغط الدم، ثم تم جمع عينات الدم لتشخيص مقدمات السكري، وأظهرت النتائج أن مؤشر (PRISQ) نجح بنسبة تزيد عن 90 % في الكشف عن مقدمات السكري لدى الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 40 عاما فأكثر.
وفي تعليقه على الدراسة، قال الدكتور عبد الإله الرضواني: «تشير النتائج التي توصلنا إليها أن مؤشر (PRISQ) ليس فقط فعالا في الكشف المبكر عن مقدمات السكري، بل هو وسيلة اقتصادية لو نظرنا للتكلفة، فمن خلال الاعتماد على قياسات غير جراحية، يمكننا تسهيل عملية الفحص والتدخل في الوقت المناسب، الأمر الذي من شأنه أن يمنع تطور المرض إلى السكري من النوع الثاني».