نقلاً عن تعليمات قيادة المستعمرة السياسية للجيش الإسرائيلي: «لا تبقوا على شيء في غزة، لا بشر ولا حجر» وهذا ما يفعلونه، يعملون على تصفية الوجود البشري العربي الفلسطيني في قطاع غزة، إما بالقتل أو التشريد والطرد، وبتدمير الأبنية والبيوت والبنى التحتية لجعل قطاع غزة غير مؤهلة للعيش والحياة الطبيعية.
ولكن ما يفعلونه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني هل سيؤدي إلى نجاح مخططهم في فلسطين؟؟ لقد طردوا نصف الشعب الفلسطيني عام 1948 خارج وطنه، واقترفوا الموبقات بالقتل والتصفية والتهجير، ولكن الشعب الفلسطيني نهض من مخيماته في الأردن وسوريا ولبنان، وأقام منظمة التحرير، وعقد مجلسه الوطني التأسيسي الأول في القدس عام 1964 وانفجرت الثورة رداً على النكبة، ونالت منظمة التحرير التمثيل والمكانة، وحققت القضية الفلسطينية مكانتها لدى المؤسسات الدولية.
انتقلت الثورة والفعل الكفاحي من المنفى إلى الوطن، وابداعات الحجارة، والانتفاضة الأولى عام 1987، التي فرضت على حكومة رابين الاعتراف بالعناوين الثلاثة: 1- بالشعب، 2- بالمنظمة، 3- بالحقوق، وتم: 1- الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من المدن الفلسطينية، 2- عودة 400 ألف فلسطيني إلى الوطن، 3- ولادة السلطة كمقدمة للدولة، 4- والأهم نقل العنوان الفلسطيني من المنفى إلى الوطن.
محاولات الترحيل والتهجير والطرد والتشريد للفلسطينيين خارج وطنهم لن تجد من يقبل بها، أو يوافق عليها، أو تمريرها، لأن الشعب الفلسطيني الذي اكتوى بمحرمات النكبة وقسوتها لن تمر عليه تكرارها، فالشعب المنظم عبر فصائله وأحزابه، وشخصياته ومنظماته، هو الأقوى على المواجهة، وسيتحمل كافة تبعات صموده، على أرض وطنه، وسيدفع ثمن البقاء، حيث لا خيار له سوى خيار البقاء والصمود والانتصار، مهما تعاظمت التحديات أمامه.{الدستور الأردنية