الصراع في غزة يتصاعد بشكل مستمر، مما يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا الأبرياء من المدنيين ويسبب كارثة إنسانية خطيرة مع تسارع انتشار الآثار السلبية على المنطقة، كما أن استخدام الوسائل العسكرية والعنف الإسرائيلي لا يمثل حلا للمشكلة، بل يجعل السلام والاستقرار بعيدين عن المنال.

لقد عمل الرئيس ترامب خلال فترة رئاسته السابقة على أظهار دعم قوي لإسرائيل، وإتباع سلسلة من السياسات المؤيدة لها، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ودفعه لخطة «القرن» وغيرها من الإجراءات التي منحت إسرائيل مزايا استراتيجية، من خلال استمرار الدعم السياسي والعسكري، وقد تؤدي مواقف ترامب الصارمة إلى تصعيد ردود الفعل الفلسطينية لا سيما فيما يتعلق بتطبيق حل الدولتين والانحراف عن الحلول مما قد يؤدي إلى مزيد من الاحتجاجات والتحركات من قبل السلطة الفلسطينية.

ومع ذلك فإن عودة ترامب إلى السلطة لا تعني بالضرورة أن الوضع سيكون بالكامل لصالح إسرائيل، رغم أن ترامب قد يزيد من دعم إسرائيل، فإن هذا الانحياز قد يعمق الخلافات بين إسرائيل وفلسطين وقد يثير المزيد من المعارضة والانتقادات من المجتمع الدولي، وفي هذا السياق سيطرح السؤال نفسه من خلال تحديات كيف ستوازن الولايات المتحدة بين دعمها لإسرائيل ودفع عملية السلام الإقليمي سيكون عاملا حاسما في تحديد مسار القضية الفلسطينية.

وفي ظل هذا التشابك وما أنتجته تداعيات الحرب الإسرائيلية من ارتكاب إبادة جماعية ومجازر مروعة وتدمير كامل لقطاع غزة وتهجير سكانه فإننا نأمل أن تتبنى الحكومة الأميركية الجديدة موقفا أكثر عدلا وموضوعية بشأن القضية الفلسطينية، ويشجع جميع الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات واحترام قرارات الأمم المتحدة والعمل على استئناف عملية السلام وتحقيق تقدم ملموس ينهي حرب الإبادة ويعيد الاستقرار والأمن للمنطقة.

لا بد من استنهاض الموقف الدولي المعتدل وضرورة تفعيل موقف الصين وروسيا في نطاق ضمان السلام العالمي كون ان روسيا والصين كانتا دائما تقفان إلى جانب العدالة والإنصاف، وتعملان جنبا إلى جنب مع الدول العربية والإسلامية من أجل وقف إطلاق النار وتبذلا قصارى جهدها لحماية حياة المدنيين، ولتسريع التوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، وبغض النظر عن تطورات الوضع الدولي، لا بد من الاستمرار في دعم استعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، والعمل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود 1967.alsbahps@yahoo.com -