لم نعد نعلم اليوم ماذا نعنيه تحديدا بمصطلح المقاومة. هل نقصد بالمقاومة حركة حماس في غزة أم نقصد بها كل حركات المقاومة الفلسطينية كالجهاد والجبهة الشعبية والسلطة وحماس؟ هل نقصد بالمقاومة محور المقاومة المكوّن من حزب الله والجماعات المسلحة العراقية واليمنية والسورية فيما يُعرف بمحور المقاومة والممانعة؟ هل تعرّف المقاومة بغيرها أم تكتفي بنفسها فقط؟ هل المقاومة كل واحد أم مجموعات مختلفة؟ هل تختلف المقاومة السنية عن المقاومة الشيعية مثلا؟ هل المقاومة واجب أم خيار؟ هل تكون المقاومة زمن الحرب أم زمن السلم؟
أسئلة لا حدّ لها تواجه تعريف المقاومة لفرز المقاومة الحقيقية عن غيرها من أدعيائها من جهة ولتحديد المعنى المرجعي والسياقي للفظ من جهة ثانية. الجميع اليوم يدّعي المقاومة وللكلّ رأي فيها وفي طريقة إجرائها من الصمود المسلح إلى الجهاد بالسنن، وصولا إلى المقاومة بدرء الفتنة والصبر على الأذى باعتباره أعلى مراتب المقاومة.
قد لا يختلف عاقلان في أن ما يحدث في غزة هو أعلى مراتب المقاومة سواء في شرعيته أو في طريقته أو في الهدف منه رغم الاختلافات في تأويل الزمن والسياق والتداعيات.
ما يحدث في غزة وفي فلسطين عموما هو تاريخيا أصل أصول مقاومة الغازي والمحتل وهو تاريخ مسطر منذ أواخر عشرينيات القرن الماضي ووصول طلائع المشروع الصهيوني في فلسطين.
بقيت فلسطين وحدها تجاهد عبر مشروع الانتفاضة ثم نشأت منذ بداية الثمانينيات مشاريع جديدة للمقاومة.. تعود اليوم إلى الواجهة معضلة تصنيف المقاومة وفرز المقاوم الحقيقي من المقاومة المزيف؟ الكلّ يدّعي المقاومة ودعم المقاومة، لكن قليلين هم من يستشهدون في سبيل مقاومة المحتل على الأرض المحتلة؟