الدوحة- قنا- في المحطة الثالثة من جولة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في أميركا اللاتينية والتي بدأت بجمهورية البرازيل ثم جمهورية كوستاريكا الصديقتين، يصل سموه حفظه الله لجمهورية كولومبيا الصديقة، ويلتقي سمو أمير البلاد المفدى في العاصمة الكولومبية بوغوتا مع فخامة الرئيس غوستافو بيترو رئيس جمهورية كولومبيا لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما يخدم مصالح وتطلعات الدولتين وشعبيهما الصديقين.
ومن شأن زيارة سمو الأمير لجمهورية كولومبيا والمباحثات التي ستجرى خلالها، تعزيز العلاقات بين البلدين ودفعها نحو آفاق أرحب من الشراكات المثمرة، الأمر الذي يعكس حرص سمو أمير البلاد المفدى على فتح مجالات وأسواق جديدة أمام الاقتصاد القطري بما يخدم خطط دولة قطر ورؤيتها الوطنية 2030 وأهدافها الطموحة، لبناء أقوى العلاقات وأكثرها رسوخا وقوة مع مختلف دول وشعوب العالم الشقيقة والصديقة.
ويرتبط البلدان بعلاقات متميزة، تعززها رغبة الطرفين بتطويرها والارتقاء بها في كافة المجالات، وخاصة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، وتقوم هذه العلاقات على أسس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وتستند للعديد من الاتفاقيات الموقعة بينهما وكذلك الزيارات الرسمية المتبادلة على مختلف المستويات. وقد زار صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني جمهورية كولومبيا في فبراير 2013 ضمن جولة شملت ثلاث دول في أميركا الجنوبية هي بيرو وكولومبيا والإكوادور، وقد كانت تلك الزيارة محطة أساسية لانطلاق مسيرة علاقات التعاون بين الدولتين، وتم خلالها مناقشة العلاقات بين البلدين والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها في مختلف المجالات، كما جرى التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي شملت اتفاقية خدمات جوية ومذكرة تفاهم في المجال الرياضي ومذكرة تفاهم بين الغرفة التجارية القطرية واتحاد الغرف الكولومبية ومذكرة تفاهم في مجال التعدين ومذكرة تفاهم في مجال الاستثمار.
كما شكلت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لجمهورية كولومبيا في يوليو 2016، انطلاقة جديدة للعلاقات القطرية الكولومبية، فقد عقدت خلالها جلسة مباحثات رسمية بين البلدين برئاسة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس خوان مانويل سانتوس رئيس جمهورية كولومبيا في ذلك الوقت، وجرى خلال الجلسة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات والسبل الكفيلة بتطويرها بما يواكب حرص الجانبين وسعيهما لتنميتها على كافة الصعد خاصة في مجالي الاستثمار والطاقة، كما جرى استعراض عدد من القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية.
وشهد سمو الأمير وفخامة الرئيس خوان مانويل سانتوس بالقصر الرئاسي في العاصمة بوغوتا التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، تشمل إنشاء آلية للمشاورات السياسية بين البلدين، واتفاقية حول إلغاء متطلبات التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والرسمية بين حكومتي البلدين، ومذكرة تفاهم حول تبادل الخبرات والتعاون في الشؤون القانونية والقضائية، ومذكرة تفاهم بين جهاز قطر للاستثمار وبروكولومبيا بشأن التعاون في مجال الاستثمار لتعزيز التعاون المشترك من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة وتبادل المعلومات عن الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات لتعزيز الاستثمارات بين البلدين.
وفي سياق اللقاءات والاتصالات المتواصلة بين قيادتي الدولتين، التقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في ديسمبر الماضي فخامة الرئيس غوستافو بيترو رئيس جمهورية كولومبيا، وذلك على هامش انعقاد المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وأوجه تطويرها وتنميتها في شتى المجالات، كما تم استعراض أبرز الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة وجهود البلدين في مكافحة التغير المناخي.
وفي أكتوبر الماضي، استقبل معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في الديوان الأميري، سعادة السيد لويس جلبيرتو موريلو وزير خارجية جمهورية كولومبيا، الذي قام بزيارة للبلاد وتم خلال المقابلة، استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.