نظم معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية (SESRI) في جامعة قطر ندوة دولية تحت عنوان «التغير المناخي والطاقة المستدامة: استراتيجيات التحول منخفض الكربون» وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين وصنّاع السياسات عالميين وإقليمين ومحليين. وهدفت الندوة إلى مناقشة التحديات التي يفرضها التغير المناخي والحلول المبتكرة للتحول إلى استخدام الطاقة المستدامة. وقد عُقدت هذه الندوة في وقت حاسم حيث تجتمع البلدان في باكو، أذربيجان لحضور الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي تحت عنوان «تضامنًا من أجل عالم أخضر».

افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ الدكتور أيمن إربد، نائب رئيس الجامعة للبحث والدراسات العليا، الذي أشار في كلمته إلى أن أهداف الرؤية الوطنية 2030 في دولة قطر ودول الخليج العربية تصدَّرت مواجهة التغيُّر المناخي والحفاظ على البيئة. وقد أطلقت هذه الدول العديد من المؤسسات والاستراتيجيات والقوانين والتعاون الدولي للتصدي لهذه الظاهرة المُقلِقة. ولازالت الجهود متواصلة لتخفيف انبعاث الغازات الدفيئة والتقليل من الاحتباس الحراري، حيث المزيد من برامج البحث والابتكار والمشاريع والاستثمارات الخضراء للتنوع الاقتصادي وتطوير القطاعات الجديدة والتوجه إلى اقتصاد بديل ومستدام يستند إلى الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة. وأضاف قائلاً: «لقد وضعت جامعة قطر مسألة التغيُّر المناخي على رأس أولوياتها وضمنته في مختلف برامجها وخططتها وأنشطتها البحثية والتعليمية والتدريبية وغيرها».

كما ألقى المهندس عبد الله عبده محمد صالح الأوذني، كلمته الافتتاحية في الندوة، حيث رحب بالحضور وأكد على أهمية تسليط الضوء على ظاهرة التغير المناخي كواحدة من أكبر التحديات التي تواجه البشرية اليوم. وأشار إلى الدور المحوري الذي تلعبه وزارة البلدية في تعزيز الاستدامة من خلال التخطيط الحضري المتوافق مع البيئة، ودعم التقنيات الصديقة للبيئة، وتشجيع الممارسات الزراعية المستدامة، بالتوازي مع رؤية قطر الوطنية 2030. كما أعرب عن تقديره للجهات المنظمة، متمنيًا أن تثمر مناقشات الندوة عن رؤى تسهم في تحقيق مستقبل مستدام.

وفي كلمتها الترحيبية، استهلت الأستاذة الدكتورة كلثم الغانم، مدير معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بجامعة قطر، بالترحيب بالحضور، وأشارت إلى أن هذه الندوة تأتي في وقت يشهد فيه العالم تحديات كبيرة ناجمة عن تغير المناخ، مما يستدعي بحث استراتيجيات بديلة للطاقة المتجددة لضمان استدامة الموارد وحماية صحة الإنسان وبيئته. وأضافت أن الندوة تهدف إلى جمع نخبة من الباحثين والخبراء لمناقشة السياسات المبتكرة القائمة على الأدلة العلمية، مع التركيز على تمكين الأجيال الشابة للمساهمة في مواجهة هذه التحديات. كما تحدثت الدكتورة سناء أبوسن، باحث مشارك في معهد البحوث الاجتماعية الاقتصادية المسحية-مكتب التنمية المستدامة، عن أهداف الندوة وشرح هيكل البرنامج والنتائج المتوقعة.

وتضمنت الندوة ثلاث جلسات رئيسية، الجلسة الأولى حول «كفاءة الطاقة والرؤى السلوكية»، التي ناقشت مدى فعالية الجهود السياسية في معالجة العوامل السلوكية التي تؤثر على تبني واستخدام تكنولوجيات الطاقة المنخفضة الكربون على المستويين الفردي والأسري التي قدمها البروفيسور لويس مونداكا، من معهد الاقتصاد الصناعي البيئي بجامعة لوند. شاركه في الجلسة الدكتور بنجامين باندا، مسؤول الشؤون الاقتصادية في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD)، الذي تحدث عن دور السياسات والمؤسسات الهام في تحول الطاقة.