على مدار عقدين من الزمن، زرع هيليو دا سيلفا، أكثر من 41 ألف شجرة في مسقط رأسه ساو باولو، ليحول منطقته إلى مساحة خضراء تحتضن الحياة.

يمتد منتزه تيكواتيرا الخطي على مسافة 3.2 كيلومتر وعرض 100 متر، مشكلاً شريطًا أخضر بين اثنين من أكثر الطرق ازدحامًا في المدينة.

نشأ هيليو رجل الأعمال المتقاعد في بلدة بروميساو بالبرازيل، على بعد حوالي 500 كيلومتر من ساو باولو.

عمل لسنوات عديدة كتنفيذي ناجح، لكنه بعد التقاعد اتخذ قرارًا بتغيير الوجه المتهالك لشواطئ نهر تيكواتيرا، مبتدئًا مشروعه في عام 2003.

على مدى السنوات الأربع الأولى، زرع هيليو بمفرده 5,000 شجرة في منطقة كانت تُعرف بكونها ملاذًا للمهربين ومتعاطي المخدرات.

لم تمر جهود هيليو دون تقدير، إذ اعترفت بلدية ساو باولو بعمله؛ مما جعل تلك المنطقة تُعتبر أول حديقة خطية في المدينة. وقد أسهمت هذه الاعترافات في تعزيز عزيمته، ليواصل زراعة الأشجار المحلية.

بحلول عام 2020، بلغ عدد الأشجار التي غرسها هيليو أكثر من 25,047 شجرة على مساحة تمتد على 3.2 كيلومتر، مع معدل بقاء بلغ 88%. ولجذب الطيور والحيوانات إلى واحتهم الخضراء، قام بزراعة نوعيات من الأشجار المثمرة، وهو ما أثمر عن ظهور 45 نوعًا من الطيور في المنتزه، حسبما أفادت بلدية ساو باولو.

اليوم، تحتضن حديقة تيكواتيرا أكثر من 41,000 شجرة، ولا يعتزم هيليو التوقف عن زراعة الأشجار حتى يصل إلى 50,000 شجرة. يقول هيليو البالغ من العمر 73 عامًا: «أريد أن أترك إرثًا لمدينة احتضنتني لعقود».