خرجَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في سفرٍ، وبينما هو جالسٌ في أصحابه يستريحون إذ جاء أعرابي جهوريّ الصوتِ ونادى: يا محمد!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: هاؤمُ
فقال له الصحابة: ويحكَ اغضُضْ من صوتكَ فإنك عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقد نُهينا أن نرفع أصواتنا عنده
فقال: واللهِ لا أَغضُض!
ثم قال للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: المرءُ يُحِبُّ القوم، ولمَّا يلحق بهم
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: المرءُ مع من أحبَّ يوم القيامة!
فلم يفرح الصحابة يومها بشيءٍ فرحهم بقوله: المرءُ مع من أحبَّ يوم القيامة!
اُنظروا لأدبِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وفِقهه في مراعاة العادات والطبائع، فهذا أعرابيّ ابن بيئته، تركتْ فيه الصحراء شيئاً من قسوتها وخشونتها، طبعٌ فظٌّ اكتسبه من معارك النجاة التي يخوضها كل يوم للاستمرار على قيد الحياة في بيئةٍ جُغرافيةٍ تكاد تكون الأقسى على سطح الأرض، وصوت جهوريّ عالٍ لزمه منذ الصغر لاتساع المسافات وحاجتهم للنداء، ومن مهنة زجر الإبل والغنم، لهذا تغاضى عن ذلكَ كله لأنه يعرفُ أن مردّه الطبع والعادة وليست مسألة شخصية ولا تقليل احترام! بل وأجابه حين نادى عليه يا محمد هكذا مُجرَّداً من لقب النبوة بلهجته فقال له: هاؤمُ أي ها أنا، أو تفضل قُلْ فإني أسمعكَ!
درسٌ عظيم لنا في أن لا نأخذ كل تصرُّف تنقصه اللياقة بصفة شخصية، فليس الجميعُ تعلَّموا ما تعلَّمتَ، ولا تربوا كما تربيتَ، ولا لهم الطباع التي فيكَ، بعض الناس يُناقشُ أعقد المسائل الفكرية بهدوء واتزان كأنه يقرأ في مصحف، وبعض الناس يُناقشُ في كرة القدم بصوتٍ مرتفعٍ تعتقدُ أنه سيقوم ويقتلُ الشخص الذي يُناقشه!
تفهُّم طبائع الناس، وبيئاتهم، وظروف نشأتهم، ومستوياتهم الثقافية، يُعينُ كثيراً على الحياة!
إذا كان الصحابة قد فرحوا يومها بالمرءِ مع من أحبَّ يوم القيامة، فيجب أن نكون نحن بها أشدُّ فرحاً، فيا لحظنا ونحن نحبُّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأهل بيته، ونحبُّ عمرَ وأبا بكر وعثمان وخالد وأبا عبيدة وبقية الثلة المباركة التي اصطفاها الله سبحانه لنصرةِ نبيِّه!
وكل شخصٍ لا يسرك أن تكون معه يوم القيامة فأَخرِجْ حبه من قلبك فالحُبُّ عبادة أيضاً!بقلم: أدهم شرقاوي
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: هاؤمُ
فقال له الصحابة: ويحكَ اغضُضْ من صوتكَ فإنك عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقد نُهينا أن نرفع أصواتنا عنده
فقال: واللهِ لا أَغضُض!
ثم قال للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: المرءُ يُحِبُّ القوم، ولمَّا يلحق بهم
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: المرءُ مع من أحبَّ يوم القيامة!
فلم يفرح الصحابة يومها بشيءٍ فرحهم بقوله: المرءُ مع من أحبَّ يوم القيامة!
اُنظروا لأدبِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وفِقهه في مراعاة العادات والطبائع، فهذا أعرابيّ ابن بيئته، تركتْ فيه الصحراء شيئاً من قسوتها وخشونتها، طبعٌ فظٌّ اكتسبه من معارك النجاة التي يخوضها كل يوم للاستمرار على قيد الحياة في بيئةٍ جُغرافيةٍ تكاد تكون الأقسى على سطح الأرض، وصوت جهوريّ عالٍ لزمه منذ الصغر لاتساع المسافات وحاجتهم للنداء، ومن مهنة زجر الإبل والغنم، لهذا تغاضى عن ذلكَ كله لأنه يعرفُ أن مردّه الطبع والعادة وليست مسألة شخصية ولا تقليل احترام! بل وأجابه حين نادى عليه يا محمد هكذا مُجرَّداً من لقب النبوة بلهجته فقال له: هاؤمُ أي ها أنا، أو تفضل قُلْ فإني أسمعكَ!
درسٌ عظيم لنا في أن لا نأخذ كل تصرُّف تنقصه اللياقة بصفة شخصية، فليس الجميعُ تعلَّموا ما تعلَّمتَ، ولا تربوا كما تربيتَ، ولا لهم الطباع التي فيكَ، بعض الناس يُناقشُ أعقد المسائل الفكرية بهدوء واتزان كأنه يقرأ في مصحف، وبعض الناس يُناقشُ في كرة القدم بصوتٍ مرتفعٍ تعتقدُ أنه سيقوم ويقتلُ الشخص الذي يُناقشه!
تفهُّم طبائع الناس، وبيئاتهم، وظروف نشأتهم، ومستوياتهم الثقافية، يُعينُ كثيراً على الحياة!
إذا كان الصحابة قد فرحوا يومها بالمرءِ مع من أحبَّ يوم القيامة، فيجب أن نكون نحن بها أشدُّ فرحاً، فيا لحظنا ونحن نحبُّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأهل بيته، ونحبُّ عمرَ وأبا بكر وعثمان وخالد وأبا عبيدة وبقية الثلة المباركة التي اصطفاها الله سبحانه لنصرةِ نبيِّه!
وكل شخصٍ لا يسرك أن تكون معه يوم القيامة فأَخرِجْ حبه من قلبك فالحُبُّ عبادة أيضاً!بقلم: أدهم شرقاوي