bin.saeeda@hotmail.comكان السَّيرُ معه غنيمة، وكان الصحابة لا يُفرِّطون بالغنائم، ويا لحظِّ مُعاذ بن جبل حين سار معه يوماً فقال له: يا رسول الله أخبرني بعملٍ يُدخلني الجنَّة ويُباعدني من النار!
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لقد سألتَ عن عظيم، وإنه ليسير على من يسَّره الله عليه: تعبدُ الله ولا تُشركُ به شيئاً، وتُقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجَّ البيت! ثم قال لمُعاذ: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنَّة، والصَّدقة تُطفئ الخطيئة كما يُطفئُ الماءُ النارَ، وصلاةُ الرجل من جوف الليل، ثم تلا «تتجافى جنوبهم عن المضاجع…»
ثم قال لمُعاذ: ألا أُخبرك برأس الأمر كله، وعموده وذروة سنامه؟
فقال مُعاذ: بلى يا رسول الله!
فأخذَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بلسانه وقال: كُفَّ عليكَ هذا!
فقال له مُعاذ: يا نبيَّ الله وإنا لمُؤاخذون بما نتكلم به؟
فقال له: ثكلتكَ أمكَ يا معاذ، وهل يكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟!
هذا اللسان ليسَ فيه عظم ولكنه يكسِرُ العظم!
كم شخصٍ لم ينمْ ليلةً بسبب كلمةٍ جارحةٍ قالها له أحدهم ربما على سبيل التندُّر، فانفضَّ المجلس، وبقيتْ تلك الكلمة مغروزة كالسكين في قلبه!
كم بنتٍ توقَّف زواجها بسبب كلمةٍ قالها شخص في عرضها وهي بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليهما السَّلام!
كم شخصٍ فقد وظيفته، وقُوت أسرته وعياله، بكلمةٍ واشيةٍ من شخصٍ مؤذٍ يُحِبُّ الوشاية، ويُجيد التسلُّق على أكتاف الناس!
كم ميراثٍ سُلِب، بكلمةٍ على هيئة شهادة زور، كانت نتيجتها أن يُحرم إنسان من حقه ويأخذ غيره ما ليس له حق فيه!
كم صداقةٍ جميلة انفرط عقدها بكلمة على هيئة نميمة قِيلت عبثاً وحسداً وحقداً، فأضرمتْ النار، وأحالتْ الصداقة إلى عداوة، وملأتْ القلوب حقداً، بعد أن كانتْ عامرةً حُباً!
انظروا في كلامكم، أو أقلامكم، في منشوراتكم في مواقع التواصل، في ردودكم على الناس، وتذكَّروا أنكم تكتبون في صحائفكم أولاً، وأنه لا يكب الناس على وجوههم في النار يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم!بقلم: أدهم شرقاوي
فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: لقد سألتَ عن عظيم، وإنه ليسير على من يسَّره الله عليه: تعبدُ الله ولا تُشركُ به شيئاً، وتُقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجَّ البيت! ثم قال لمُعاذ: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنَّة، والصَّدقة تُطفئ الخطيئة كما يُطفئُ الماءُ النارَ، وصلاةُ الرجل من جوف الليل، ثم تلا «تتجافى جنوبهم عن المضاجع…»
ثم قال لمُعاذ: ألا أُخبرك برأس الأمر كله، وعموده وذروة سنامه؟
فقال مُعاذ: بلى يا رسول الله!
فأخذَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بلسانه وقال: كُفَّ عليكَ هذا!
فقال له مُعاذ: يا نبيَّ الله وإنا لمُؤاخذون بما نتكلم به؟
فقال له: ثكلتكَ أمكَ يا معاذ، وهل يكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟!
هذا اللسان ليسَ فيه عظم ولكنه يكسِرُ العظم!
كم شخصٍ لم ينمْ ليلةً بسبب كلمةٍ جارحةٍ قالها له أحدهم ربما على سبيل التندُّر، فانفضَّ المجلس، وبقيتْ تلك الكلمة مغروزة كالسكين في قلبه!
كم بنتٍ توقَّف زواجها بسبب كلمةٍ قالها شخص في عرضها وهي بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليهما السَّلام!
كم شخصٍ فقد وظيفته، وقُوت أسرته وعياله، بكلمةٍ واشيةٍ من شخصٍ مؤذٍ يُحِبُّ الوشاية، ويُجيد التسلُّق على أكتاف الناس!
كم ميراثٍ سُلِب، بكلمةٍ على هيئة شهادة زور، كانت نتيجتها أن يُحرم إنسان من حقه ويأخذ غيره ما ليس له حق فيه!
كم صداقةٍ جميلة انفرط عقدها بكلمة على هيئة نميمة قِيلت عبثاً وحسداً وحقداً، فأضرمتْ النار، وأحالتْ الصداقة إلى عداوة، وملأتْ القلوب حقداً، بعد أن كانتْ عامرةً حُباً!
انظروا في كلامكم، أو أقلامكم، في منشوراتكم في مواقع التواصل، في ردودكم على الناس، وتذكَّروا أنكم تكتبون في صحائفكم أولاً، وأنه لا يكب الناس على وجوههم في النار يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم!بقلم: أدهم شرقاوي