شمال غزة- الأناضول- لم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على مستشفى «كمال عدوان» في بلدة «بيت لاهيا» شمال قطاع غزة، منذ بدء العملية العسكرية على المنطقة في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
الهجمات الإسرائيلية اليومية تسببت في إصابة مدير المستشفى حسام أبو صفية وعدد من الطواقم الطبية، واعتقال آخرين من المرضى والمواطنين، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة طالت مرافق المستشفى، بما في ذلك انقطاع الكهرباء وإتلاف خزانات المياه. ويعد مستشفى «كمال عدوان» أحد ثلاثة مستشفيات فقط في محافظة شمال غزة، ويعمل حاليا بقدرات محدودة للغاية في ظل استمرار استهدافه المتكرر من قبل الجيش الإسرائيلي.
وفي حادثة وقعت السبت الماضي، قصف الجيش الإسرائيلي بوابة المستشفى وساحاته الداخلية، ما أسفر عن إصابة 12 من الطواقم الطبية والإدارية وتسبب القصف في أضرار كبيرة للمولد الكهربائي وشبكة الأوكسجين وخطوط المياه.
وفجر أمس، استهدفت طائرات مسيرة مدير المستشفى حسام أبو صفية أثناء خروجه من غرفة العمليات، ما أدى إلى إصابته كما أصيب طبيب آخر في اليوم ذاته. وقال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي يضع مستشفى «كمال عدوان» وطواقمه الطبية هدفا للتدمير والقتل مؤكدا أن هذه الأفعال تعد «جرائم حرب ووحشية مركبة».
وفي بيان صادر عن المكتب، ذكر أنه «منذ بدء الإبادة على غزة في 7 أكتوبر 2023، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي المنظومة الصحية بشكل مخطط ومدروس، من خلال تدمير وإحراق المستشفيات والمراكز الطبية وإخراجها عن الخدمة». وتابع: «منذ العملية الاحتلال العسكرية على شمال غزة في 5 أكتوبر الماضي كانت المستشفيات هدفا معلنا للجيش، حيث قام بقصفها ومحاصرتها واقتحامها وقتل أطباء وممرضين، وإصابة آخرين منهم بعد استهدافهم بشكل مباشر، واعتقال جزء ثالث منهم، ما يؤكد على خطته باستهداف المنظومة الصحية من أجل إسقاطها».
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحا بريا شمال قطاع غزة، بذريعة «منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة».
بينما يقول فلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
مدير المستشفى حسام أبو صفية قال للأناضول: «الاستهداف المتكرر يثير الرعب بين الأطباء والممرضين والمرضى، والاحتلال يعاقبنا بشكل جماعي على صمودنا ورفضنا قرارات الإخلاء». وأضاف أن المستشفى يقدم خدمات إسعافية فقط بسبب نقص الكوادر الطبية المتخصّصة والإمكانيات، بينما يعيش شمال قطاع غزة حالة من الإبادة الجماعية مع سقوط شهداء وجرحى يوميا.
على مقربة من المستشفى يعيش الفلسطيني محمد أبو شرخ، النازح مع عائلته المكونة من 6 أفراد في منزل أحد أقاربه، في ظروف قاسية بسبب الاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة، خاصة في محيط المستشفى.
وقال أبو شرخ للأناضول: «خلال أيام الحصار السابقة، كنا نعتمد على المستشفى لتوفير المياه للشرب والاستهلاك اليومي، لكن الوضع أصبح أكثر خطورة في الأيام الأخيرة، وصار الوصول إلى المستشفى خطرا شديدا».
وأضاف: «الحالة في شمال قطاع غزة صعبة للغاية، الكل هنا خائف ليس فقط من الموت، بل من المصير المجهول إذا أصيب أحد أفراد».