لو عاد جدي الذي دفن في دير غسانة غربي رام الله في فلسطين المحتلة قبل نصف قرن.. لو عاد من قبره ورأى ما رأى وسمع ما سمع لمات بالجلطة وعاد للقبر... ليس لأن فلسطين مازالت محتله...وليس لأن الثوار تحولوا لحراس فنادق سبعة نجوم ومهمتهم القبض على كل من يفكر في القيام بعملية ضد الجيش المحتل للوطن.. وليس للفساد المستشري الذي ينخر في جسد الوطن.. وإنما حين يجد من بين مستقبليه كنديا يتأبط حفيدته زينب، وروسيا يتأبط حفيدته فاطمة، وصينيا يتأبط حفيدته أم كلثوم.. وهو الذي كان يرفض زواج البرغوثية من: «شعيبي» يقيم في نفس القرية ويرفض تزويج «ريماوي» شريك الدم والفداء. ما علينا من جدي منصور ولا ابن عمه مصطفى ولا حفيدهم عبدالوهاب، فبعد جدي ناسبنا كل فئات الأرض ناسبنا الخليج فكان صهري كويتيا، وناسبنا أفريقيا فكان صهري تونسيا...إلخ.ذاك الجيل رغم حديث رسولنا، «غربوا نسلكم» قلة من عملوا به، فلم يكن لديهم فيسبوك، ولا سناب شات، ولا غيره من وسائل التواصل التي قربت البعيد وجاءت بالحبيب من بكين وموسكو. وعريس موسكو كان الحكاية فقد أبهر العروس وأهلها.. فقد شهد الشهادتين ورقص على «وين ع رام الله» وأولم وأكرم المعازيم من أهل العروس، الذين شدوا الرحال إلى موسكو، ليجدوا صهرهم الروسي في استقبالهم، واصطحبهم إلى فيلا خاصة للإقامة فيها كل متطلبات العصر..العريس الروسي أقسم أنه أحب البرغوثية ليس لأن قريبها مروان (فتحاوي) مسجون اكثر من أربعة مؤبدات في سجون إسرائيل وان قريبها عبد الله (حماسي) مسجون أكثر من ٦ آلاف سنة. أحبها لأنها قالت له أتزوجك اذا كنت على دين محمد. فظفرت بي وغنى المعازيم في تلك الليلة فرحا وشاركهم العريس وأنسباؤنا الروس الغناء... «وناسبنا الروس وبقينا حبايب» وكان فهد بلان حاضرا بأغنيته من كلمات عبد الجليل وهبي.. وألحان فيلمون وهبي: ويلك باللى تعادينا ويلك ياو يلشبه النار تلاقينا بضلام لليلحنا للسيف بالسيف.. وحنا للضيف يالضيفوحنا لليل والخيل يا ويل يا ويل.. وحق القول ناسبنا الروس.. وبقينا حبايب.