يعقوب العبيدلي
أخي العزيز والأستاذ القدير والفنان الملهم والإعلامي المبدع بشهادتي وشهادة من عرفوه عن قرب عايض السلطان، عرفته فعايشته، سمعته فأحببته، نموذج في حسن الخلق، ونبل النفس، في الاقبال على العمل، والاتقان والتجويد فيه، أخي عايض من قريب أرسل لي فيديو جميلا، وخبرا مؤثرا، عن الالتزام الياباني، وسياسات العمل اليابانية، والجودة والمحاسبية اليابانية، يقول الخبر: «تقدمت شركة السكك الحديد اليابانية، باعتذار رسمي، بعد مغادرة قطار تابع لها، قبل موعده بحوالي (25) ثانية فقط، وهذه الحالة ليست الأولى التي تقع فيها شركة التشغيل، ففي العام الماضي غادر قطار قبل موعده بـ (20) ثانية، وأكدت الشركة أنها تجري تحقيقاً مع المسؤولين في هذا الخطأ لعدم تكراره مرة أخرى !! والمعروف عن شركة الحديد اليابانية أنها من أكثر الشركات التزاماً بمواعيدها في العالم». إن قضية الالتزام والانضباط، هي قضية فردية ذاتية في المقام الأول، وأنها تنبع من ذات الشخص ومن قناعاته بمدى أهمية الالتزام، لا من الضغط الخارجي عليه، فالموظف الملتزم يحافظ علي مواعيد الدوام، سواءً في المصالح الحكومية أو الخاصة، سواء كان مديرا، أو رئيس قسم، أو مرؤوسا، وهو يؤدي عمله على أكمل وجه، حيث يجد في إتقان عمله إثباتًا لذاته ‏،‏ ويكون قدوة حسنة لزملائه، وفي نفس الوقت موضع تقدير لذاته، وتحليل راتبه، أعمالنا تتطلب الانضباط والتبكير والإتقان لا التسيب والتسويف، والتأخير بمبررات واهية، العمل يتطلب الاتقان والتفرد والتميز والإبداع والابتكار فيه، وأي عمل يبنى على الاتقان والانضباط والكمال، من المستحيل أن يندثر لأن أساسه قوي ومتين، والموظف الذي يعمل بصدق وإخلاص، سوف يجد نتائج هذا العمل من الاحترام والنجاح والتوفيق، لأن عمله نتاج أمانة وإخلاص، وهما في الموظف المنضبط، على أكمل صورة وأروع مثال، لأنه يتمثل قوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ).. خبر الشركة اليابانية هزني، إن واقع مؤسساتنا ووزاراتنا، بحاجة إلى هذه المحاسبية، والتغيير الجذري في مفاهيم العمل وأهمية الانضباط والإنتاج، وأهمية الإتقان، فنحن للأسف لا نتعلم من ديننا ولا نتعلم من غيرنا، وتربيتنا لا تقوم على أهمية أن نعمل، ونلتزم وننضبط، ونكد ونجتهد ونبني في الحياة، بل إلى مفاهيم خاطئة كالتقصير والكسل وخلق المبررات، كعيوب
سلوكية ومهنية، نحن مطالبون بترسيخ قيمة الانضباط والالتزام، لأنها تمثل معيار سلامة وقوة شخصية الموظف والمسؤول، ومطالبون ببذل الجهد كله في إتقان أعمالنا المكلفين بها، حتى يتحقق فينا قوله تعالى: (هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ).. وعلى الخير والمحبة نلتقي.