أكدت السيدة سمية بقافي، القائم بالأعمال في سفارة جمهورية سنغافورة بالدوحة، بأن العلاقات بين قطر وسنغافورة تعد نموذجًا فريدًا للشراكة الاستراتيجية المبنية على القيم المشتركة والرؤية الطموحة، مؤكدة أن الدولتين أظهرتا أن الحجم الجغرافي ليس عائقًا أمام تحقيق إنجازات عالمية مؤثرة.
وقالت بقافي: «الحجم لا يحدد النجاح حيث تعمل كل من قطر وسنغافورة بلا كلل؛ لضمان أن تكون إسهاماتهما مؤثرة على الساحة العالمية، مع التزامهما المشترك بنظام عالمي قائم على القوانين واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، كما أن التزامنا المشترك بالحفاظ على بيئة دولية مفتوحة وشاملة يعكس انسجام رؤيتنا حول القضايا العالمية الرئيسية».
وأشارت إلى أن البلدين يحتفلان هذا العام بمرور 40 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، مضيفة: «هذه العلاقات المتجذرة تمثل شراكة ملهمة تقوم على الاحترام المتبادل، وتشهد تطورًا ملحوظًا يعكس التزامًا مشتركًا بدور فاعل وبنّاء في المجتمع الدولي».
وأضافت السيدة بقافي أن قوة العلاقات الثنائية تظهر من خلال التبادلات الرفيعة المستوى بين البلدين. وقالت: «في أغسطس 2023، استقبلت سنغافورة، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، لحضور الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة، حيث مثل هذا المنبر الأساسي فرصة لتعزيز التعاون في مجالات حيوية مثل الطاقة، الأمن السيبراني، التعليم، والرقمنة».
وتابعت: «كما شهدت العلاقات تطورًا لافتًا من خلال زيارة دولة تاريخية قامت بها الرئيسة السابقة لسنغافورة، حليمة يعقوب، إلى قطر في يونيو 2023، مما عزز التعاون الثنائي بشكل أعمق».
شراكة اقتصادية متينة
وأوضحت بقافي أن العلاقات الاقتصادية تشكل العمود الفقري للتعاون بين البلدين. وقالت: «كانت سنغافورة أول دولة غير شرق أوسطية توقع اتفاقية تجارة حرة شاملة مع مجلس التعاون الخليجي في عام 2008، وهو ما يعكس رغبتنا المشتركة في بناء شراكات اقتصادية مستدامة. في عام 2023، مشيرة إلى أن حجم التجارة الثنائية بين قطر وسنغافورة بلغ 6.5 مليار دولار، مع توقعات بنمو هذا الرقم في المستقبل».
وأضافت: «تمثل سنغافورة محورًا حيويًا لاستثمارات جهاز قطر للاستثمار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. كما أن انخراط قطر المتزايد مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (ASEAN)، الذي تجلى في القمة الأولى بين الآسيان ومجلس التعاون الخليجي التي عُقدت في الرياض، يعكس اهتمامًا استراتيجيًا بالاستفادة من الإمكانات الهائلة التي توفرها هذه المنطقة».
وأشارت القائم بالأعمال إلى أن قطر وسنغافورة تتشاركان رؤية طموحة للتحول الاقتصادي والتنمية المستدامة. وقالت: «مع مضي قطر في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، نحن في سنغافورة مستعدون لتقديم خبراتنا في التخطيط الحضري، الابتكار، والتنمية المستدامة لدعم جهود قطر في تحقيق التنوع الاقتصادي والنمو المستدام».
وأضافت: «نتطلع إلى تعزيز تعاوننا خلال هذه المرحلة المهمة من التحول الاقتصادي، مما يسهم في تحقيق مرونة أكبر ونمو مستدام لكلا البلدين».. واختتمت بقافي تصريحها بالقول: «بينما نحتفل بمرور 40 عامًا على علاقاتنا الثنائية، تظل الشراكة بين قطر وسنغافورة شهادة على قوة القيم المشتركة والرؤية الطموحة، نحن على ثقة بأن هذه العلاقات ستواصل إلهام العالم بتفانيها في تعزيز التقدم والوحدة والتميز على الساحة الدولية».