تحت رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تفضل سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير، بوضع حجر الأساس لمشروع مصنع الأمونيا الزرقاء، وذلك بمدينة مسيعيد الصناعية، صباح أمس.
جرى خلال الحفل عرض فيلم وثائقي حول المشروع الذي يعد أول وأكبر مشروع أمونيا زرقاء في العالم، بطاقة إنتاج تبلغ 1.2 مليون طن سنويا، والذي سيدخل طور الإنتاج في الربع الثاني من العام 2026.
وقد ألقى سعادة السيد سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة كلمة بهذه المناسبة.
حضر الحفل عدد من أصحاب السعادة الوزراء والسادة الرؤساء التنفيذيين وكبار المسؤولين من شركاء قطر للطاقة وضيوف الحفل.
ويُعدّ مصنع الأمونيا الزرقاء الأكبر من نوعه في العالم، حيث يمثل علامة فارقة مهمة في استراتيجية قطر للطاقة للتوسع في قطاع الطاقة النظيفة من خلال إنتاج الأمونيا منخفضة الكثافة الكربونية، وهي أحد أهم الحلول في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وفي كلمته خلال الحفل، قال سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي: «تتكون هذه المنشأة من وحدة إنتاج بطاقة تبلغ 1,2 مليون طن سنوياً من الأمونيا، ووحدة لحقن وتخزين ثاني أكسيد الكربون بطاقة تبلغ 1,5 مليون طن سنوياً. وستعمل قطر للطاقة على توفير أكثر من 35 ميغاواط من الكهرباء إلى المصنع الجديد من محطة الطاقة الشمسية التي يتم إنشاؤها حالياً في مدينة مسيعيد الصناعية لتصبح بذلك الأمونيا الزرقاء. ولا شك أن هذه المنشأة ستعزز من قدراتنا على تزويد العالم بمنتجات منخفضة الكربون، بما يتفق مع التوجه العالمي لخفض الانبعاثات الكربونية».
كما أشار سعادة الوزير الكعبي إلى أنه «سيتم بناء هذا المصنع الكبير بالاعتماد على قدراتنا وخبراتنا في إنشاء وتشغيل مصانع الأمونيا المستخدمة في إنتاج الأسمدة، وذلك بالتعاون بين قطر للطاقة وشركة قطر للأسمدة الكيماوية – قافكو.»
وأضاف سعادته: «ينضم مشروع الأمونيا الزرقاء هذا إلى مشاريع قطر للطاقة التوسعية الكبيرة والطموحة داخل وخارج دولة قطر مثل مشاريع الغاز الطبيعي المسال، واستكشاف وتطوير حقول النفط والغاز، والبتروكيماويات، والأسمدة، والطاقة الشمسية، وغيرها».
وفي ختام كلمته، شكر سعادة الوزير الكعبي الاتحاد الذي ينفذ المشروع والمكون من شركة ثيسن كروب، وشركة اتحاد المقاولين، وفرق العمل المتخصصة في كل من قطر للطاقة، وشركة قافكو التي ساهمت جهودها الحثيثة في تطوير المشروع.
كما قدم سعادة الوزير الكعبي جزيل الشكر وموفوره إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، «حفظه الله ورعاه»، على رعايته السامية ودعمه اللامحدود لقطاع الطاقة، وإلى سمو الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني، نائب الأمير، رئيس مجلس إدارة قطر للطاقة، على تشريفه الحفل ووضع حجر الأساس لمصنع الأمونيا الزرقاء.
وسيتم بناء المصنع بحجم استثمار يبلغ حوالي 4.4 مليار ريال قطري في مدينة مسيعيد الصناعية التي توفر موقعاً استراتيجياً، وبنية تحتية متكاملة، وإمكانيات مثالية، وميناء يعد أحد أكبر مرافق تصدير البتروكيماويات في الشرق الأوسط ويمثل هذا المشروع علامة فارقة في استراتيجية قطر للطاقة للتوسع في قطاع الطاقة النظيفة.
ويتم تصنيع مادة الأمونيا الزرقاء من النيتروجين والهيدروجين «الأزرق» الناتج من الغاز الطبيعي حيث يتم تحويل المواد الهيدروكربونية إلى هيدروجين ثم إلى أمونيا، مع احتجاز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المصاحبة لهذه العملية. ويمكن استخدام الأمونيا كوقود منخفض الكربون في مجموعة واسعة من العمليات الصناعية، بما في ذلك النقل وتوليد الكهرباء والصناعات مثل إنتاج الصلب والاسمنت والأسمدة.
وتحتوي الأمونيا على 18 % من الهيدروجين من حيث الوزن، مما يمنحها ميزة على الوقود الأحفوري، فهي لا تطلق ثاني أكسيد الكربون عند احتراقها، ما يجعلها آمنة بيئيًا أما من الناحية الكيميائية فهي عبارة عن مركب يتكون من ثلاث ذرات من الهيدروجين وذرة واحدة من النيتروجين وتُستخدم كمصدر للكهرباء دون انبعاثات كربونية، كما أن استخدام الأمونيا يمكن أن يكون دفعة كبيرة نحو إنتاج طاقة أنظف وأكثر استدامة، وسيكون أيضًا في متناول الجميع.
ويعتبر الاستثمار في الأمونيا الزرقاء وفي مرافق التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون الموسعة جزءا من الخطوات التي تتخذها قطر للطاقة لتنفيذ استراتيجيتها للاستدامة التي تؤكد على التزامها، كمنتج رئيسي للطاقة، بالإنتاج المسؤول للطاقة النظيفة وبأسعار معقولة لتسهيل الانتقال إلى طاقة منخفضة الكربون كما أنه يعتبر دليلا مهمًا على الخطوات الملموسة التي تتخذها قطر للطاقة لخفض كثافة الكربون في منتجات الطاقة، كما يشكل ركيزة أساسية في استراتيجية قطر للطاقة للاستدامة والتحول إلى طاقة منخفضة الكربون.
وتحدد الاستراتيجية مبادرات متعددة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بما في ذلك مشاريع رائدة للتوسع في استخدام تكنولوجيا التقاط الكربون وتخزينه لالتقاط أكثر من 11 مليون طن سنويا من ثاني أكسيد الكربون في قطر بحلول عام 2035. وتنفذ قطر للطاقة استراتيجيتها المحدّثة للاستدامة التي تعيد التأكيد على التزامها، كمنتج رئيسي للطاقة، بالإنتاج المسؤول للطاقة النظيفة ذات أسعار معقولة لتسهيل الانتقال إلى طاقة منخفضة الكربون. حيث تواصل قطر للطاقة التركيز على ثلاثة مجالات ذات أولوية لتحقيق رؤيتها وهي تغير المناخ والعمل البيئي، والعمليات المسؤولة، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وذلك بناءً على إنجازات «استراتيجية الاستدامة لعام 2019»، مع مراجعة عدد من الأهداف لرفع الطموحات التي تتماشى مع استراتيجية الاستدامة ومع الزخم العالمي المتزايد للعمل المناخي.وتسمح المبادرات التي تنفذها قطر للطاقة بخفض المزيد من كميات الكربون في منشآت الغاز الطبيعي المسال في قطر بنسبة 35 %، وفي منشآت التنقيب والإنتاج بنسبة 25 % على الأقل (مقارنة بالأهداف السابقة المحددة بنسبة 25 % و15 % على التوالي، وهو ما يعزز التزام قطر بتزويد غاز طبيعي أنظف بمسؤولية وعلى نطاق واسع لتسهيل الانتقال إلى طاقة منخفضة الكربون.