أعجبتني شجاعة قرار وزارة التعليم والتعليم العالي، ببدء العام الدراسي، وعودة الطلاب إلى المدارس والجامعات، وعودة النشاط والحيوية في المؤسسات التعليمية، حيث ترجم هذا القرار بشكل عملي نجاح وجدوى الاحترازات التي اتخذتها وزارة التعليم والدولة لمواجهة جائحة كورونا والسيطرة عليها بشكل آمن ومطمئن، لأن قرار العودة واستئناف الدراسة اتخذ بلا شك بالتنسيق مع صنّاع القرار الصحي في البلاد، بعد الحصول على الضوء الأخضر من الجهات المسؤولة بالدولة، وتتضاعف قيمة قرار استئناف الدراسة وشجاعته، بمقارنة ذلك بحالة التردد والخوف وجزع أولياء الأمور، وبعض حملة الأقلام والكلام الكثير الذي يدور على منصات التواصل الاجتماعي، أحياناً بالتشكيك وأحياناً بالتضخيم من العودة واستئناف الدراسة عن قرب، والسبب في اعتقادي لحالة الارتباك التي تسود الجو العام، ودول الجوار، والعالم من خطورة الجائحة، وعدم التشافي والتعافي التام منها حتى اللحظة، وقد أكد سعادة الدكتور إبراهيم النعيمي وكيل وزارة التعليم والتعليم العالي في المؤتمر الصحفي من قريب حرص الدولة على العودة الآمنة للمدارس، متمنيا أن يكون العام الدراسي الجديد مميزا وموفقا للجميع، مشددا على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية في المدارس وبين الكوادر الأكاديمية والإدارية والعاملين والطلاب، وأوضح أن الوزارة انتهت من استعداداتها لاستقبال الطلاب في المدارس.
وبين أن المؤسسات التعليمية ستستقبل 30 بالمائة فقط من الطلاب وسيتم توزيع طلبة المدارس على أيام الأسبوع وعدم احتساب الغياب حتى 17 من سبتمبر مراعاة لمخاوف أولياء الأمور! مشددا على أهمية الالتزام بالتعلم عن بعد حتى تتحقق الاستفادة الكاملة وأن التعليم عن بعد لا يختلف كثيرا عن قاعات الدرس، حيث يكون الطالب متواصلا مع المدرس ويمكنه متابعة
الدروس والبرامج التعليمية من المنزل، وأكد سعادة الدكتور النعيمي على أهمية ولي الأمر في العملية التعليمية وفي تجاوز هذه الظروف، لافتا إلى ضرورة قيامه بتوصيل أبنائه إلى المدرسة في سيارته الخاصة! وعدم إرسال الطالب إلى المدرسة في حالة ارتفاع حرارته وتثقيف أبنائه بالطرق المثلى للتعامل والتواصل مع الآخرين وتطبيق الإجراءات الاحترازية ومتابعة الأبناء خلال الدراسة والتواصل مع المدرسين للاطلاع على مستوى ابنه ومدى التزامه.
ونوه بالإجراءات التي اتخذتها المدارس، استعدادا لاستقبال الطلبة ومنها تعقيم الحافلات «الباصات» والمدارس بشكل مستمر واعتماد التباعد الاجتماعي بين الطلاب في الفصول ومنع اختلاط الصفوف المختلفة مع بعضها وقياس درجة الحرارة للطلاب والمدرسين والعاملين وإلزام الجميع بارتداء الكمامة وتخصيص أماكن لعزل أي حالة إصابة والتنسيق الكامل مع الصحة العامة في هذا الخصوص، مؤكدا في المؤتمر الصحفي استمرار الوزارة في التعليم المدمج كإحدى طرق التعليم المستقبلي مع تطويره بشكل مستمر وبأساليب مختلفة لمضاعفة الفائدة منه، مشيرا في الوقت ذاته إلى استمرار تأهيل المعلمين وتدريبهم مع توفير برامج تعليمية للطلاب لتوصيل الفكرة من الدرس وتحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية، رغم أن تصريحات سعادة وكيل التعليم كانت كالماء الزلال المنعش، وكان حديثه برداً وسلاماً على قلوبنا، ورغم إعجابي بشجاعة قرار صنّاع القرار التعليمي باستئناف الدراسة، والتعليم بنظام التعليم المدمج، إلا أن بعض مفرداتهم قد توحي للبعض وأكرر البعض ببعض الاستعجال في اتخاذ القرار، والمطلوب - وهذا تقديري الشخصي - حسم الشك، وتحديد الأمر، بشكل واضح لا لبس فيه، حتى يرتاح الجميع، وتحسم المواضيع، وكل عام وجميع مستهلكي التعليم بخير، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
Marased3@hotmail.com