+ A
A -
الرجل الأخضر شخصية خيالية ظهر كبطل في مسلسل أميركي نال شهرة واسعة في العالم العربي في الثمانينيات وقام ببطولته أحد أبطال كمال الأجسام في ذلك الوقت اسمه (لو فرينو) تروي القصة أنه أثناء تواجد د. بروس بانر في المعمل الخاص بالأدوات الكيميائية، يمسك بيديه جهازا خطرا مليئا بالمواد الكيمائية، فيصعق صعقة كهربائية ويتحول من إنسان إلى وحش عملاق أخضر، ذي عضلات قوية شبيه بالإنسان وفي كل مرة يغضب، يقع هذا التحول إلى وحش يدمر كل شيء، وتقوم السلطات الأمن والجيش الأميركي بالبحث عنه والقبض عليه ولكنه قوي جدا ولا يستطيع أحد قهره وتتوالى أحداث المسلسل والمشاهد الخاصة به، ونحن في واقعنا الإداري نخشى جلّ ما نخشاه أن نصادف الشخص الأخضر سواء رجل أو امرأة نتيجة الاستبداد والديكتاتورية وإمامة الغصب التي لا يجيزها العقل والمنطق والشرع، هناك أمراض وظيفية تحول الموظف الجاد إلى مستهتر، غير مبالٍ، إن عدم تقدير الموظف، وصون حقوقه، يولد الكره للعمل، عدم إصغاء المسؤول إلى موظفيه قد يتسبب في إيذائهم نفسيا وإحباطهم، فيتمردون ويتنمرون، إذا غاب الأمن الوظيفي غاب الحب للعمل والتفاني فيه، إن المسؤول المستبد والمتحكم هو الذي يرى أن رأيه الوحيد هو الصحيح وأنه دائما على حق، ولا يعترف بخطئه مطلقاً، ويفرض وجهة نظره على سائر الموظفين، وعادة يكون مثل هذا النوع مكروهاً عند الموظفين الشرفاء الغيورين على مصلحة العمل، أما الذين مع الخيل يا شقرة فهؤلاء لا تهمهم إلا مصالحهم الوقتية! إن المسؤول الذي جاء بمعايير ذاتية شخصية من السهل ان يغضب، ويتخطى حدود الأدب، مع موظفيه، ولا يثق بهم، ويحاول التنقيص منهم، والتشكيك في أدائهم، وظلمهم، مما يضع الموظفين تحت وطأة التوتر والتهديد والخوف والإنذار والخصم من الراتب وعدم الترقية والحرمان من العلاوة أو النقل من الإدارة أو القسم، أو إدراجهم في قوائم الفائض إلى آخره، هناك نوعية من المسؤولين يضعون الموظف تحت ضغط نفسي كبير ممكن أن ينفجر في أي وقت، ويتحول إلى الرجل الأخضر «ويمردغ» المسؤول «بأي شكل كان»، وحينها «على نفسها جنت براقش».
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
03/09/2020
3598