غادر موكب الجنازة مدينة أربد متجها طريقا شماليا شرقيا، لمحت لافتة كتب عليها «الحدود السورية»، ولافتة تقول إلى المقابر المسيحية- الإسلامية، ابتسمت، وقلت هنا وحدة في المقابر لموت طبيعي، وعلى بعد كيلو مترات وحدة في مدافن الجثث لقتلى يسقطون في غارات مجنونة، ومنظمات مهبولة،
الجنازة التي جئت من الدوحة على بعد 2500 كيلو لأشارك فيها، هي لابن عمي المولود في مدينة الجورة بجوار غزة في فلسطين، حيث كان والده يعمل ضابطا في الفرسان البريطانيين، والذي عاش طفولته في ديرغسانة، وشبابه في الكويت، وكهولته في إربد حيث مضارب بني التل اكبر العائلات في الشمال الأردني والتي منها الشاعر مصطفى وهبه التل المعروف بـ«عرار»، وقد اختار أما لأبنائه من هذه العائلة الكريمة فأنجبت خمسة نشامى كانوا يحملون جنازة والدهم وروحه فخورة بهم، فهذا مهندس نجح في اوروبا وبات يطلب بالاسم من مؤسسات حكم عربية لندرة التخصص الذي يتولى إدارة مصنعه في بلاد الفرنجة، وآخرون مهندسون ومحاسبون ومهنيون وفقهم الله بفضل رعاية أب وعناية أم.
أنهيت مراسم الدفن بسلام وأمان ووقفنا نتقبل العزاء، وغادرنا، ولكن كانت مراسم دفن المتوفي المسيحي في الجهة الاخرى قائمة، قلت - الوحدة على اللافتة- فقال شاب متفتح نحن والنصارى نعيش بسلام وأمان وتشكل مزيج شعب واحد في وطن آمن بالتنوع الديموغرافي منذ نشأته ففيه من كل أجناس الأرض شيشان وأرمن وكرد وعرب، وفيه من كل الطوائف السني والدرزي والأرمني والشيشاني، فيه الفلسطيني والسوري والعراقي والليبي واللبناني، وكلنا مزجنا في بوتقة واحدة تخدم هذا الوطن.
وبات الأردن ملاذا لكل باحث عن الأمن والأمان والاستقرار، مررت بالشوارع التجارية فاحسب نفسي في أحد الشوارع انني في حلب، وآخر كأنك في دمشق، وثالث كأنك في القاهرة، وتشعر بالأمان وانت تقطع الشوارع السريعة حين ترى جنود الوطن ممسكين على الزناد فهناك عدو خلف الحدود جيء به ليلغي السلام ويدمر المقابر ويقتل من يشعل سيجارة.
الكل يتوقع معركة فاصلة مع داعش التي أريد لها ان تكون صاحبة الصدمة المرعبة وان تفسد الأمة قرية قرية، ودولة دولة.
بقلم : سمير البرغوثي
الجنازة التي جئت من الدوحة على بعد 2500 كيلو لأشارك فيها، هي لابن عمي المولود في مدينة الجورة بجوار غزة في فلسطين، حيث كان والده يعمل ضابطا في الفرسان البريطانيين، والذي عاش طفولته في ديرغسانة، وشبابه في الكويت، وكهولته في إربد حيث مضارب بني التل اكبر العائلات في الشمال الأردني والتي منها الشاعر مصطفى وهبه التل المعروف بـ«عرار»، وقد اختار أما لأبنائه من هذه العائلة الكريمة فأنجبت خمسة نشامى كانوا يحملون جنازة والدهم وروحه فخورة بهم، فهذا مهندس نجح في اوروبا وبات يطلب بالاسم من مؤسسات حكم عربية لندرة التخصص الذي يتولى إدارة مصنعه في بلاد الفرنجة، وآخرون مهندسون ومحاسبون ومهنيون وفقهم الله بفضل رعاية أب وعناية أم.
أنهيت مراسم الدفن بسلام وأمان ووقفنا نتقبل العزاء، وغادرنا، ولكن كانت مراسم دفن المتوفي المسيحي في الجهة الاخرى قائمة، قلت - الوحدة على اللافتة- فقال شاب متفتح نحن والنصارى نعيش بسلام وأمان وتشكل مزيج شعب واحد في وطن آمن بالتنوع الديموغرافي منذ نشأته ففيه من كل أجناس الأرض شيشان وأرمن وكرد وعرب، وفيه من كل الطوائف السني والدرزي والأرمني والشيشاني، فيه الفلسطيني والسوري والعراقي والليبي واللبناني، وكلنا مزجنا في بوتقة واحدة تخدم هذا الوطن.
وبات الأردن ملاذا لكل باحث عن الأمن والأمان والاستقرار، مررت بالشوارع التجارية فاحسب نفسي في أحد الشوارع انني في حلب، وآخر كأنك في دمشق، وثالث كأنك في القاهرة، وتشعر بالأمان وانت تقطع الشوارع السريعة حين ترى جنود الوطن ممسكين على الزناد فهناك عدو خلف الحدود جيء به ليلغي السلام ويدمر المقابر ويقتل من يشعل سيجارة.
الكل يتوقع معركة فاصلة مع داعش التي أريد لها ان تكون صاحبة الصدمة المرعبة وان تفسد الأمة قرية قرية، ودولة دولة.
بقلم : سمير البرغوثي