دخل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، كما هو متفق عليه، وبدأ النازحون بالعودة إلى مناطقهم في الجنوب وفي البقاع، وهم يرفعون الأعلام ويلوحون بعلامة النصر، وبالتزامن مع هذا المشهد كان الوضع في قطاع غزة مختلفا تماما، حيث ارتكب الاحتلال الإسرائيلي «3» مجازر ضد عائلات في القطاع وصل منها إلى المستشفيات «33» شهيدا و«134» جريحا، لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى «44» ألفا و«282» شهيدا و«104» آلاف و«880» مصابا منذ «7» أكتوبر «2023»، دون أن يلوح في أفق هذه الكارثة الإنسانية المروعة، التي يتعرض لها الفلسطينيون، ما يشي بأنها ربما تكون قاربت على نهايتها.

لقد أعرب معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني عن أمله في أن يسفر الاتفاق حول لبنان إلى وقف حقيقي لإطلاق النار، وأن يمتد ليشمل قطاع غزة، وهو ما أكدته دولة قطر في معرض ترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، على اعتبار أن ما يشهده القطاع يستدعي بذل كل الجهود لوقف هذا العدوان ووضع حد نهائي له.

سواء في لبنان أو قطاع غزة أو الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن الفظائع الإسرائيلية ماثلة للعيان، وحجم التدمير الهائل يعكس الطبيعة الإجرامية لهذه الحرب، الأمر الذي يستدعي من المجتمع الدولي مواصلة جهوده وضغوطه من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، حيث الكارثة غير مسبوقة على الإطلاق، وإذا كان الاتفاق حول لبنان قد حظي بكل هذا الترحيب العالمي، فإن الأمل معقود على اتفاق مماثل يضع حدا لحرب غزة.