يعقوب العبيدلي
إنها مشروعة لكل شخص، فالكل له أحلام وتطلعات يريد تحقيقها، البعض ينجح والبعض يخفق في تحقيقها، ولكن مع المثابرة والسعي والتوكل على الله ستتحقق بلا شك، أحسنوا الظن بالله، من أحسن الظن بالله آتاه الله إياه، كما ورد في الحديث: «أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله»، والمعنى أعامله على حسب ظنه بي، وأفعل به ما يتوقعه مني من خير أو شر، الجميع له أن يحلم، الصغير أن يكبر، والطالب أن ينجح، والشاب أن يتزوج وينجب، والرجل أن يعدد.. إلخ، وهكذا هي دائرة الحياة، رغم أن البعض يتعرض لصعوبات جسام إلى أن يحقق أحلامه، في ظل التحديات والمنغصات التي تكسر جناحاه أحياناً، والظروف الصعبة التي تشاكسه في أحايين أخرى، صاحبنا عاش في حلم جميل مع نفسه بطريقته، لحظات سعيدة من الأحلام والأماني الجميلة، أحبها وطار بها، وأراد أن تشاركه حياته ولحظاته وأحلامه، لكنها ردته قائلة له: «لك أحلامك، ولي أحلامي، خلك مع أحلامك، إلى أن أحقق أحلامي»، لا أستطيع منعك من الأحلام، أو فتح عينيك المغمضة على الواقع، أنت تختلف عني، أنت حالم، وأنا واقعية، مشاغبة، لحوحة في تحقيق مطالبي، لا أستسلم للهزيمة، وأركن للانسحاب والانزواء والأحلام، أواجه وأستبسل في نيل مطالبي، سهل أن تحلم ولكن صعب أن لا يتحقق على أرض الواقع، تعيش مع حلمك أحلى اللحظات في عالم الخيال، لكنه صادم في الحقيقة إذا تعثر على أرض الواقع، خاصة إذا صدمتك حقائق الحياة المعاشة، أو التصادم مع المسؤول الباشا، حينها تتلاشى الأحلام إلى غير رجعة، كم جميل الاستغراق في الأحلام، بدل الاستغراق في مشاكل الواقع المهني العفن، في الخيال الأحلام مشروعة وجميلة، وفي الواقع الأبواب مسدودة، والفرص قليلة ومحدودة، تذبل أعيننا، وتتلاشى ضحكتنا، ونفقد حاسة الشم والذوق كالمصاب بالكورونا، ونشعر بالاختناق بالجهاز التنفسي، وكأننا أموات، سأظل أحلم وأحلم وأحلم وأجتهد وأسعى وأحسن الظن بالله وأدعوه ليل نهار وفي كل حين ليحقق أحلامي، وأهنأ بحياتي، فهو حسبي ونعم الوكيل، وعلى الخير والمحبة نلتقي.