+ A
A -
مرَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالسوق، فإذا الناس يتبايعون، فقال لهم: يا معشر التُّجار إن البيعَ يحضُرُه اللغو والحلفُ فشوبوا/ اخلطوا بيعَكم بالصدقة!
الناسُ هم الناسُ في كل عصر، والأسواقُ هي الأسواق، هذا بائعٌ يحلِفُ ليُنفق سلعته، وهذا مُشترٍ يُفاصل ويُجادل، وهذه أمورٌ حياتية لا فكاك منها، فأرشدَهم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى ما فيه طهارة للمال وتنقية له ألا وهي الصَّدقة!
وحلفُ التجار المقصود به في الحديث هو الحلفُ الصَّادق، والصدقة تكون كفارةً عن استعمال اسم الله سبحانه في هذه المواضع، أما الحلف الكاذب فهو غشٌّ، ومن غشنا فليس منا!
إن كنتَ تاجراً فاجعلْ لكَ آخر النهار صدقةً يسيرةً تحتسبُها كفارةً عن لغوٍ ومُجادلةٍ حدثا وهذا شيء من الطبيعي أن يحدث، وإن أجريتَ صفقةً فاستلمْتَ ربحَها فاقتطعْ مبلغاً يسيراً للصدقة تحتسبه كفارةً وتطهيراً للمالِ لأيِّ شيءٍ حدثَ أثناء العرض والطلب، وحتى إن لم يحدثْ هذا ومن النادر أن لا يحدث فأخرِجْ صدقةً من باب الشُّكر، فبالشُّكرِ تدومُ النِّعم!
إن كنتَ موظفاً فأخرجْ صدقةً يسيرة عندما تستلم راتبك تحتسبها كفارةً عن أيِّ فُتورٍ كان منكَ أثناء أداء عملك، كلنا بشر ويحصلُ منا التقصير، ونقومُ ببعض الأشياء بجودةٍ أقل من المطلوب، أو نتأخرُ قليلاً في الحضور، أو نضطرُ للانصرافِ أبكر من المعتاد، فلتكُنْ صدقةٌ إذاً تنقية لما تبقَّى، وحتى إن كنتَ منضبطاً كالساعة، وتعمل بكفاءة كآلةٍ، وهذا قلَّما يحدث، فلتكُن الصدقة شُكراً أن لديكَ عمل ووظيفة وحولك أُناس كُثُر يشكون البطالة وقِلة الأعمال!
وإن كنتَ تستثمرُ في أسهمٍ مباحة، وجاءَ وقتُ قبضِ الأرباح، فاجعلْ لكَ صدقةً يسيرةً، ولا تقُلْ أنا لم أبِعْ ولم أحلِفْ، لعلَّ الذي باعَ واشترى لكَ قد حلف ولغا، ثم وإن فاتك مفهوم التطهير فلا يَفُتْكَ مفهوم الشُّكر!
من جميلِ قولِ عُمر بن الخطاب وفِقهه: إني لا أسأل الله الرزق فقد فرغ من قُسمته ولكني أسألُه البركة فيه!
ولا شيء أجلب للبركة من الصدقة، فبارِكوا أموالكم!بقلم: أدهم شرقاوي
الناسُ هم الناسُ في كل عصر، والأسواقُ هي الأسواق، هذا بائعٌ يحلِفُ ليُنفق سلعته، وهذا مُشترٍ يُفاصل ويُجادل، وهذه أمورٌ حياتية لا فكاك منها، فأرشدَهم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى ما فيه طهارة للمال وتنقية له ألا وهي الصَّدقة!
وحلفُ التجار المقصود به في الحديث هو الحلفُ الصَّادق، والصدقة تكون كفارةً عن استعمال اسم الله سبحانه في هذه المواضع، أما الحلف الكاذب فهو غشٌّ، ومن غشنا فليس منا!
إن كنتَ تاجراً فاجعلْ لكَ آخر النهار صدقةً يسيرةً تحتسبُها كفارةً عن لغوٍ ومُجادلةٍ حدثا وهذا شيء من الطبيعي أن يحدث، وإن أجريتَ صفقةً فاستلمْتَ ربحَها فاقتطعْ مبلغاً يسيراً للصدقة تحتسبه كفارةً وتطهيراً للمالِ لأيِّ شيءٍ حدثَ أثناء العرض والطلب، وحتى إن لم يحدثْ هذا ومن النادر أن لا يحدث فأخرِجْ صدقةً من باب الشُّكر، فبالشُّكرِ تدومُ النِّعم!
إن كنتَ موظفاً فأخرجْ صدقةً يسيرة عندما تستلم راتبك تحتسبها كفارةً عن أيِّ فُتورٍ كان منكَ أثناء أداء عملك، كلنا بشر ويحصلُ منا التقصير، ونقومُ ببعض الأشياء بجودةٍ أقل من المطلوب، أو نتأخرُ قليلاً في الحضور، أو نضطرُ للانصرافِ أبكر من المعتاد، فلتكُنْ صدقةٌ إذاً تنقية لما تبقَّى، وحتى إن كنتَ منضبطاً كالساعة، وتعمل بكفاءة كآلةٍ، وهذا قلَّما يحدث، فلتكُن الصدقة شُكراً أن لديكَ عمل ووظيفة وحولك أُناس كُثُر يشكون البطالة وقِلة الأعمال!
وإن كنتَ تستثمرُ في أسهمٍ مباحة، وجاءَ وقتُ قبضِ الأرباح، فاجعلْ لكَ صدقةً يسيرةً، ولا تقُلْ أنا لم أبِعْ ولم أحلِفْ، لعلَّ الذي باعَ واشترى لكَ قد حلف ولغا، ثم وإن فاتك مفهوم التطهير فلا يَفُتْكَ مفهوم الشُّكر!
من جميلِ قولِ عُمر بن الخطاب وفِقهه: إني لا أسأل الله الرزق فقد فرغ من قُسمته ولكني أسألُه البركة فيه!
ولا شيء أجلب للبركة من الصدقة، فبارِكوا أموالكم!بقلم: أدهم شرقاوي