يعقوب العبيدلي
بعض المسؤولين يتصفون بغرائب الأطوار، ويعيشون بعقلية العرب البائدة، إذا قلت له ناصحاً «اتق الله» أخذته العزة بالجهل، وقام بأفعال من نوع «النكتة» والحمق بسبب شذوذ تصرفه وردة فعله، هناك الكثير من المسؤولين نراهم من نوع عجائب المخلوقات، إذا نصحته «والدين النصيحة» أو راجعته، أو اقترحت عليه، «يكش» وينش «و يحش» أو «يدش فيك بالغلط» وكأن ما في هالبلد إلا هالولد، ويعتبر مناصحته وهو الآمر الناهي، وسيد المكان أبو الدواهي، مثله لا يمكن أن يراجعه أحد من المرؤوسين، أو يقول له كذا أو هكذا، الآية تقول: (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم وبئس المهاد) عزته بنفسه، من كبر وغرور، وحمية الجاهلية التي تلبسته، حمية المنصب، حمية الكرسي، حمية البرستيج المهني، كل ذلك دفعه إلى فعله الآثم، من إجراءات تعسفية في حق الموظف أو الموظفة. هناك نوع من المسؤولين يعاني شذوذا في الرأي، وغرابة في التعامل مع غيره، والناس تتعامل معه بصفته الاعتبارية بحسن نية، وحسن ظن، ولكنه يتجبر ويتكبر، ويعاملهم كالحشرات، والعينات المهمشة، أو البطالة المقنّعة، الفائضة عن الحاجة، وغير المفعّلة، تصرفات وقرارات وإجراءات بعض المسؤولين الخاطئة أكتفي بوصفها أنها غير موفقة في الغالب، لتعنت السيد المسؤول، ورفضه النصيحة، «خشية إملاق» أن تكسر هيبته في إدارته، هل يعقل أن يكون في مؤسساتنا اليوم مسؤولون من هذا النوع، الذين لا يفكرون إلا بعقليات العرب البائدة، أو القيادات الفاسدة، هذه النوعية منفرة، طاردة للكفاءات، جالبة للجهلاء، الذين يعرفون كيف يطبلون، ويصفقون، وينافقون، ويردحون، ويرقصون، ويقبضون، اللهم خلصنا من «سراق المال العام» الحرامية، الذين إذا بشر أحدهم بالإصلاح والتغيير «والتدقيق المالي والمحاسبية» «ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به»، «ألا ساء ما يحكمون». يقول الدكتور الفاضل جاسم الخويطر، حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية: كثرت هذه النوعية من المسؤولين على جميع الأصعدة، وعلى الشرفاء كشفهم وبيان فسادهم والسعي لمنعهم من الإفساد في الأرض كل حسب استطاعته وبالطرق المشروعة، ولعل «أبو جهل عصره» الجديد، وكل «أبو جهل» على شاكلته، أن يتقي الله في نفسه وبلده، ويكف عن غيه وأطماعه وسرقاته ويمتنع، وعلى الخير والمحبة نلتقي.