+ A
A -
جريدة الوطن

لعقود طويلة، انتشرت قصص وحكايات رصد الأطباق الطائرة التي لطالما ألهبت خيال الكثيرين، ونشأت معها نظريات وتفسيرات تفاوتت من كونها خداعا بصريا، إلى أنها أسلحة حديثة متطورة تخفيها الدول الكبرى، إلى كونها بعثات استكشافية من كواكب أخرى تحوي كائنات عاقلة جاءت لتستكشف كوكب الأرض وتدرس سكانه.

لكن شركة «إيروزمينا» (Aerosmena) الروسية قررت استلهام تصميم الأطباق الطائرة المثيرة للجدل حتى الآن، ليكون شكل «السفن الجوية» المستقبلية التي تعتزم إطلاقها في عام 2024.

وأشار تقرير لموقع «إنترستنغ إنجينيرنغ» (Interesting Engineering) إلى أن من المتوقع أن تحدث تلك السفن ثورة كبيرة في الاقتصاد العالمي وعمليات التبادل التجاري ونقل الشحن والبضائع، بل إنها قد تؤدي إلى تقليص النقل البحري كوسيلة رخيصة لشحن ونقل البضائع حول العالم، ومعها ستتقلص أهمية القنوات الملاحية مثل قناة السويس وقناة بنما وغيرها.

السبب هو أن هذه السفن الجوية ستكون ضخمة جدا إلى الحد الذي يجعلها تستوعب حمولة تصل إلى 600 طن من البضائع.

ربما تبدو هذه الحمولة هزيلة بما تحمله السفن في الوقت الحالي، لكن هناك ميزة أخرى، وهي أن هذه السفن الجوية ستكون قادرة على تحميل البضائع وإنزالها في أي مكان، بغض النظر عن البنية التحتية على الأرض ومدى تهيئتها لهذه العمليات.

ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك ببساطة إلغاء الحاجة إلى الموانئ والطرق والمطارات والمدرجات. فهذه السفن الجوية قادرة على الإقلاع عموديا والهبوط عموديا أو التحليق الثابت في الهواء، مع إمكانية تنزيل وتحميل الحاويات باستخدام مجموعة من البكرات الرافعة، سواء في عرض البحر أو في أي مكان على البر.

لا يقتصر الأمر على ذلك، بل يعني أيضا ظهور إمكانية توصيل حاويات البضائع من الباب إلى الباب، دون الحاجة إلى التخزين أو التأخير بسبب عمليات التخليص الجمركي، وهو ما سيلغي تكاليف الخدمات اللوجستية والتخزينية، أو يقلصها إلى حد كبير. كما أن تكلفة تحليق السفن الجوية أقل بكثير من طائرات البضائع الحالية.

تقول الشركة إنها اختارت تصميم الأطباق الطائرة للسفن الجوية لأنه يتيح قدرة أكبر على المناورة والهبوط بزاوية عمودية، بخلاف المركبات الجوية التي تستخدم الشكل الطولي التقليدي الذي يشبه شكل الطيور.

copy short url   نسخ
29/11/2024
0